"هذا الترفيه في جيلي!!! لا أتمنى لأبنائي وأبنائكم أن يكون هذا حالهم!".. بتغريدة مرفقة بصور معبرة اختصر تركي آل الشيخ، رئيس الهيئة العامة للترفيه، حال الترفيه في السعودية في العقود القليلة الماضية، ثم أعقبها بسيل من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم التي من شأنها أن تقفز بقطاع الترفيه، وتنقله نقلة نوعية غير مسبوقة.
وشملت حزمة الاتفاقيات الموقعة قبل ساعات مع نجوم الفن المصري إقامة مسرحيات حية، وكتابة مسرحيات غنائية، وإنتاج أفلام سينمائية، وتنظيم عروض موسيقية، وإحياء حفلات موسيقية لنجوم الزمن الجميل القديم.
وقبلها بيوم واحد وقَّع "آل الشيخ" في لندن اتفاقيات ومذكرات تفاهم، تنوعت بين العروض الحية والاستعراضية، والمدن الترفيهية المتنقلة، والسينما الخارجية.. وكلها خطوات من شأنها تغيير وجه الترفيه في السعودية، وتقديم تجربة غامرة غير مسبوقة.
حراك كبير
تعيش السعودية في الفترة الأخيرة حراكًا كبيرًا على مستوى الفعاليات الترفيهية، سواء تخطيطًا أو تنفيذًا. وفي الآونة الأخيرة شهدت مدن السعودية المختلفة عددًا من الأحداث والفعاليات الترفيهية التي جذبت الأنظار إليها. وقبل أسابيع قليلة أعلن تركي آل الشيخ في مؤتمر صحفي موسع استراتيجية الترفيه المستقبلية لجلب أكبر وأبرز الفعاليات الترفيهية العالمية إلى السعودية في تطور واضح في عمل الهيئة منذ تأسيسها في 7 مايو 2016م.
وتأتي استراتيجية الترفيه المعلنة متوافقة مع العادات والتقاليد السعودية، ومع خصوصية السعودية الإسلامية؛ كونها مهبط الوحي، بدعم من سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الذي يدعم برامج وخطط الهيئة التي تتوافق مع القيم السعودية والإسلامية. والشاهد تنوع مسابقات وفعاليات استراتيجية الترفيه الجديدة بين دينية ورياضية وثقافية وفنية، تخاطب كل فئات المجتمع على اختلاف مشاربهم، وتجذب الكبار والصغار.
ترفيه وتوفير
وبالعودة لتغريدة آل الشيخ فالرجل يعمل على ألا تعيش الأجيال الجديدة كما عاشت الأجيال السابقة عقودًا من الحرمان من أبسط أنواع الترفيه المتوافق مع القيم السعودية، كما أنه يعمل على عدم هروب نحو 7.4 مليار دولار أمريكي في السنة إلى خارج السعودية، ينفقها السعوديون على الترفيه في الخارج، وهو ما يعد أحد أعلى مستويات الإنفاق الخارجي في العالم؛ وبالتالي توفير 28 مليار ريال سعودي تقريبًا لصالح الميزانية العامة للدولة.
ويأتي العمل الكبير الذي تقوم به هيئة الترفيه في خط متوازٍ مع ما تقوم به الدولة عبر أجهزتها ومؤسساتها المختلفة في تأسيس بنية تحتية ومشروعات ضخمة، مثل مدينة القدية الترفيهية، ومشاريع نيوم، البحر الأحمر، وأمالا.. وغيرها؛ لتصير تجربة الترفيه والسياحة الداخلية مكتملة.