هل يمكننا الجمع بين لقاحَيْن؟ سؤال يفرض نفسه، ولاسيما مع تعدُّد خيارات اللقاحات، كذلك مع اشتراط تلقي جرعتَيْن حتى يصبح المتلقي محصنًا -بإذن الله- من فيروس كورونا المستجد.
ذلك الاستفسار طرحه أحد المغردين على حساب "الصحة_937" مستفسرًا عن إمكانية الجمع بين لقاحَي "فايزر-بيونتيك" و"أكسفورد-استرازينيكا" المتوافرَيْن في السعودية، بأن يحصل على جرعة أولى من استرازينيكا، على أن تكون الثانية من فايزر، فكانت الإجابة واضحة بعدم إمكانية ذلك. وجاء رد الصحة: "حسب التوصيات الحالية، فإنه ينبغي أن تكون الجرعات من الشركة المصنعة نفسها".
ولا يشغل ذلك الاستفسار، وإمكانية الخلط بين أكثر من لقاح، بال السعوديين فقط؛ فقد شغل بال الكثيرين منذ بدء حملات التطعيم حول العالم؛ وهو ما دعا ميري رامزي، رئيسة قسم التطعيمات في هيئة الصحة العامة البريطانية، للتوضيح قائلة إنه في "حالات نادرة للغاية، وعند عدم توافر اللقاح ذاته في الجرعة الثانية، أو إذا لم يكن هناك سِجل عن التطعيم الذي تلقاه الشخص بالجرعة الأولى، يمكن وقتها إعطاؤه لقاحًا مختلفًا، وهو أفضل من عدم حصوله نهائيًّا على الجرعة الثانية". وهي تشير هنا إلى حالة استثنائية ونادرة جدًّا؛ إذ يجد الأطباء أنفسهم أمام شخص ليس لديه سِجل سابق يمكن من خلاله معرفة نوعية اللقاح الذي تلقاه. وهو أمر شديد الندرة. ثم تضيف قائلة: "لا نوصي بخلط اللقاحات المضادة لكورونا. إذا كانت جرعتك الأولى هي لقاح فايزر بيونتك فلا يجب أن تحصل على لقاح أكسفورد استرازينيكا لجرعتك الثانية، والعكس صحيح".
ومَن يدري؟ فلعله تكون هناك مستقبلاً حاجة إلى خلط اللقاحات، وهو ما تشير إليه البروفيسورة هيلين فليتشر من كلية لندن للصحة وطب المناطق الحارة بقولها: "إن الجمع بين لقاحات فيروس كورونا الخطوة المنطقية التالية في تطوير لقاحات كورونا؛ إذ إن التحضير بنوع واحد من اللقاح، وتعزيزه بآخر، يعد من الأساليب شائعة الاستخدام لزيادة مستوى ومدة الفاعلية ضد الأمراض المعدية".. إلا أنه الآن لا يوصى بالخلط بين اللقاحات، بل بالامتثال لتلقي جرعتين من اللقاح نفسه، بحسب ما يوصي الخبراء.