محلل سياسي عن زيارة ولي العهد لباكستان: قطبا العالم الإسلامي وقوته.. "عمق استراتيجي"

محلل سياسي عن زيارة ولي العهد لباكستان: قطبا العالم الإسلامي وقوته.. "عمق استراتيجي"

تشكِّل المملكة العربية السعودية والجمهورية الباكستانية قطبَيْ العالم الإسلامي، في حين تعزز الزيارة التي يقوم بها سمو ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز -حفظه الله-، إلى باكستان العلاقات بين البلدَيْن الإسلاميَّيْن؛ لتوافُق البَلَدان في السير على خُطى محاربة التطرف الذي تؤججه قوى إقليمية معروفة لتحقيق أهداف إجرامية، وتأجيج الطائفية في البلدان الإسلامية؛ وهو ما يعود على العالم الإسلامي بالكثير من النفع.

ويشير مراقبون إلى أن تعزيز التقارب السعودي - الباكستاني يقود إلى مراحل متقدمة في خطوات القضاء على محاولات اختطاف الإسلام المعتدل. وتأتي هذه الخطوة ضمن الجهود التي تسعى لها السعودية في الحفاظ على هوية الإسلام المعتدل، وتواجه بذلك التطرف بأشكال عدة، وقد اتخذت إجراءات على مَرّ السنوات للمحافظة على الإسلام المعتدل.

ويرى المراقبون أنه منذ الأزل وجمهورية باكستان الإسلامية حليف مهم للسعودية، والمواقف والأزمات أثبتت ذلك على مَرّ الزمن. وقد سجلت السعودية وباكستان مواقف متبادلة، تؤكد مدى عمق العلاقة، كما يتميز الشعبان السعودي والباكستاني بترابط ديني، وتقارب في الوسطية والاعتدال. كما يشكل المسلمون في باكستان النسبة الأكبر، وهو أحد عوامل التقارب بين البلدَيْن.

ورأى المراقبون أن البلدان عملا معًا في إطار العديد من المنتديات الثنائية والإقليمية والعالمية، بما في ذلك منظمة التعاون الإسلامي التي عملا تحت مظلتها منذ تأسيس هذه المنظمة الإسلامية العريقة؛ وهذا ما يسهل تعزيز العلاقات، وعقد الاتفاقات التي تصب في مصلحة البلدين والعالم الإسلامي. ‏

وقال المحلل السياسي يحيى التليدي لـ"سبق": تميزت العلاقات السعودية - الباكستانية منذ 70 عامًا بالتفاهم التام والتعاون المشترك، وقد عبَّرت عنها الزيارات المتبادلة على المستويات المتعددة لقادة البلدين. ولأن الرياض وإسلام أباد قطبَيْ العالم الإسلامي، ومصدر قوته وعمقه الاستراتيجي، فإن هناك إدراكًا مشتركًا بين البلدين لحجم وضرورة بقاء العلاقات السعودية - الباكستانية متينة، لا تتأثر بالأزمات مهما كانت.

‏وأضاف: تكتسب السعودية أهميتها بوصفها دولة قائدة للعالم الإسلامي، ودولة محورية، لها ثقلها السياسي والاقتصادي في العالم، وتحظى بثقة الأسرة الدولية، ولها مكانة مرموقة في العالمين العربي والإسلامي، وفيها قِبلة المسلمين، وهي أحد أكبر اقتصادات العالم، والمنتج الأول للنفط. ‏

أما باكستان فإنها تمثل الثقل العسكري للعالم الإسلامي؛ فلديها سادس أقوى جيش في العالم، وكذلك هي الدولة النووية الوحيدة في العالم الإسلامي، وكان للسعودية دور مهم في دعم باكستان بعد العقوبات الأمريكية التي فُرضت عليها بسبب برنامجها النووي. ‏

وقال: من القواسم المشتركة بين البلدين أنهما من أكثر دول العالم تضررًا واستهدافًا من الإرهابيين، ولديهما تاريخ طويل ومشرف في مكافحة الإرهاب بشتى صوره وأشكاله؛ ولذلك يعمل البلدان معًا لمكافحة الإرهاب والتطرف الذي يعتبر عدوًّا مشتركًا لهما عبر تبادل الخبرات لتعزيز سُبل هذه المكافحة وفق الأساليب العلمية المدروسة التي تضمن القضاء على الإرهاب، وملاحقة الإرهابيين.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org