ما الذي يمكن أن تفعله التفاصيل الصغيرة؟! التنبُّه للتفاصيل الصغيرة التي تبني العالم من حولنا، وتهيئ للإنسان عيشة كريمة، لم يكن يعرفها أو يهتم لها، أو يألفها حتى، بالرغم من أن ذلك هو ما يمكنه فعلاً أن ينقله من حال إلى حال؛ فالتفاصيل هي أصل الأشياء؛ لذا حينما يركز الإنسان على التفاصيل المحيطة يمكنه إدراك ما لا يمكن إدراكه أو فهمه، تمامًا مثلما حدث مع أرخميدس في حادثته الشهيرة التي ردد حينها: "وجدتها، وجدتها"، بحسب الروايات التاريخية، التي نقلت علم الفيزياء من حال إلى حال، وأوجدت قانون الطفو الذي يُدرَّس من أكثر من ألفَي عام!
التنبه لهذه التفاصيل قد يكون وليد اللحظة أو بمحض المصادفة.. وفي المقابل قد يكون نتيجة اهتمام ورعاية وملاحظة شديدة.. ولا فارق كبير في ذلك؛ إذ إن الأهم هو المحصلة النهائية، التي حتمًا ستكون هي الفاعل الرئيس الذي سيتمكَّن من تغيير الواقع والحال من جيد إلى أفضل منه.. فكيف بالتغيير من شيء لشيء آخر تمامًا!
لذا حينما طرح سمو ولي العهد ـ حفظه الله ـ تساؤلاته: لماذا نقبل بأن نضحي بالطبيعة في سبيل التنمية؟ لماذا يُتوفَّى 7 ملايين إنسان سنويًّا بسبب التلوث؟ لماذا نقبل بأن تُهدر سنوات من حياة الإنسان في التنقل؟ لماذا نفقد مليون إنسان سنويًّا بسبب الحوادث المرورية؟.. فهو وضع يده على التفاصيل التي تسرِّع بالقضاء على العالم من حولنا، وتتسبب في موت أعداد كبيرة من البشر يوميًّا.. ورغم خطورتها إلا أنه تم تجاهلها أو الغفلة عنها بسبب الاعتياد!
فالنظر إلى مثل هذه التفاصيل هو الذي ينقل الإنسان من حال إلى حال، والمدن من حال لأخرى؛ لذا جاءت line The كشاهد عصر على أن التنبه للتفاصيل ضرورة مساندة للتقدم والتطور، ويسهم في رفعة الإنسان من غير أي أضرار أو إخلال بمحيطه.