موسم الحج والظروف الاستثنائية

موسم الحج والظروف الاستثنائية

يحق للمملكة اليوم أن تحتفل بنجاح موسم الحج، ووصوله إلى بر الأمان، وسط هذه الظروف الاستثنائية، التي فرضتها علينا جميعًا جائحة كورونا. يحق للشعب السعودي أن يفتخر ببلاده وقيادته التي رفضت إلا أن يقام الموسم، ولكن بأعداد رمزية، على أن يُلغى نهائيًّا. يحق للعالم الإسلامي أن يطمئن على إدارة المشاعر المقدسة، وعلى سلامة حجاج بيت الله، طالما هم في ضيافة المملكة العربية السعودية، التي تبذل الغالي والنفيس من أجل سلامة ضيوف الرحمن، وتوفير كل ما يحتاجون له منذ أن تطأ أقدامهم أرض السعودية، إلى أن يغادروها بسلام إلى ديارهم.

جهود السعودية المبذولة في هذا الموسم يمكن اعتبارها إنجازًا سعوديًّا جديدًا، يُضاف إلى سِجل إنجازاتها في مواسم الحج الماضية، خاصة أن بعض الجهات الحاقدة كانت تمنِّي النفس بأن تفشل السعودية في تنظيم الحج وضمان سلامة الحجاج، بيد أن النتائج جاءت مخيبة بل مدمرة لأحلامهم.

فقد أثبت موسم الحج الحالي أن السعودية ماضية على العهد، ومحافظة على الوعد بخدمة المشاعر المقدسة، وضمان سلامة ضيوف الرحمن من حجاج ومعتمرين. ما بذلته السعودية في هذا الموسم لا يقل شأنًا ولا جهدًا عما بذلته في مواسم ماضية، بل يفوقها؛ ليس لسبب سوى أنه أقيم وسط إجراءات احترازية "استثنائية"، فرضتها السعودية على فعاليات الموسم. ورغم أن عدد الحجاج هذا العام لم يتجاوز حاجز الـ10 آلاف حاج من 160 جنسية تعيش داخل السعودية إلا أن الدولة سخرت كل إمكاناتها البشرية والمالية لتأمين سلامتهم، وحمايتهم من الإصابة بالوباء. هذه الإجراءات لم تطبَّق عليهم في الأراضي المقدسة فحسب، وإنما في مناطق السعودية التي انطلقوا منها إلى الديار المقدسة.

لقد أسعدني كثيرًا منظر الحجيج وهم يؤدون مناسك حجهم بكل انسيابية ووعي، بدءًا من القدوم إلى الكعبة المشرفة، مرورًا بالمبيت في منى في يوم التروية، والوقوف على صعيد عرفة، ثم رمي الجمرات؛ فجميع المشاهد كانت تؤكد أن السعودية نجحت بامتياز في تسيير الموسم بالصورة التي أبهرت العالم. ويبقى الجميل في هذا المشهد الإعلان الرسمي بأن موسم الحج بدا خاليًا تمامًا من الفيروس، وأن الحجاج في أمان تام وسلام.

أكرر: هذا الموسم يؤكد مرة أخرى لمن يهمه الأمر أن السعودية أفضل دول العالم التي تقود الحشود البشرية رغم اختلاف جنسياتهم ولغاتهم وأعمارهم، وأيضًا تقاليدهم وعاداتهم.. وتوفِّر ما يحتاجون له من مأكل ومشرب وعلاج ووسائل نقل في مساحة محدودة للغاية. والجديد في هذا الموسم أن السعودية قادرة على مواجهة الأوبئة والتغلب عليها -بحول الله- ومحاربتها وسط هذه الحشود؛ وهذا يجعلنا نحن المواطنين المسلمين مطمئنين على أن مواسم الحج المقبلة ستشهد الجديد والحديث الذي يجعلها مواسم نموذجية في كل كبيرة وصغيرة.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org