وقفة مع "مدينة الأمير سلطان للخدمات الإنسانية"..!

وقفة مع "مدينة الأمير سلطان للخدمات الإنسانية"..!
حينما شيَّد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ـ رحمه الله تعالى ـ ذاك الصرح الشامخ "مدينة الأمير سلطان للخدمات الإنسانية" في العاصمة الرياض استبشر الناس خيراً بمقدمه؛ فهي صرح طبي يُضاف إلى العديد من المدن الطبية التي اعتنت بها الدولة ـ مع ما يعتري بعضها من الإهمال والنقص والفساد!! ـ لتقدِّم خدمات طبية مجانية راقية لمراجعيها، في ظل قلة الأسرَّة، والكوادر الطبية، وتنوع التخصصات في كثير من المستشفيات الحكومية، فكانت تلك المدنية الطبية ـ مدينة الأمير سلطان أعني ـ فرحاً وفرجاً لكثير من ذوي الدخل المحدود لطلب العلاج بها من مختلف المناطق بالسعودية، بل حتى من دول الجوار، سواء من دول الخليج، أو حتى الدول العربية؛ ذلك أن اسمها "الإنساني" جعلها مأوى تلك الأفئدة من الناس البسطاء لارتيادها!
ولكن اصطدم كثيرٌ من مراجعيها، خاصة من مواطني هذه البلاد المباركة، بعقبة الوصول إليها إلا عن طريق "واسطة" أو أمر علاج من جهة ما؛ حتى ينعموا بالعلاج المجاني بها، الذي تخطى حاجز الـ"1500 ريال" لليوم الواحد للغرفة الخاصة للمريض، هذا غير مصاريف العلاج والتطبيب طوال اليوم!! الأمر الذي جعلها تصل إلى ما يقرب من 100 ألف ريال في الشهر!! وكثير من الأسر السعودية من ذوي الدخل المحدود أو المعدوم "سيان"؛ لا يستطيعون دفع ذلك المبلغ، ولا حتى نصفه!!
كما لاحظ عددٌ من مراجعي المدينة، خاصة ممن يأتون من مناطق بعيدة كالمنطقة الجنوبية أو الشمالية أو الغربية وغيرها، وبالرغم من حصولهم على أمر العلاج بها، أنه لا يشملهم السكن!! ما يحملهم ذلك تكاليف دفع أجرة السكن بمدينة الرياض في شققها وفنادقها الغالية السعر لليوم الواحد لأسر هي أصلاً فقيرة! فلماذا لا يشملهم السكن كما يشمل كل القادمين من الدول العربية والمجاورة للعلاج بها؟! خاصة لمن يأتون من مناطق بعيدة، فهم أشبه بالقادمين من خارج الوطن، ولاسيما وهم قد تحملوا وعثاء السفر، وتكاليف السفر عبر الطائرة بمبالغ كبيرة عليهم، بوصفهم أسراً محدودة الدخل!!
وختاماً.. نأمل من المسؤولين ومن أبناء أمير الإنسانية الأمير سلطان بن عبدالعزيز ـ رحمه الله تعالى ـ ومن المدير التنفيذي لتلك المدينة الرائعة في تنظيمها وفي خدماتها الطبية والعلاجية ملاحظة ذلك، وأن ينظروا في ذلك الأمر لما له من أهمية بالغة وكبرى لدى شريحة كبيرة من أبناء الوطن، من الفقراء ومحدودي الدخل خاصة! بأن يشملهم العلاج المجاني بها، إضافة إلى أن تتم مساواة المواطن القادم من منطقة أو مدينة بعيدة بمن يأتون من خارج الوطن؛ فكلهم أتى من مكان بعيد، وكلهم شملهم شعار المدينة الطبية "الإنساني"، الذي يجب أن يحقق معناه المعنوي قبل المادي، وأن تتم مساواة المواطنين بغيرهم من القادمين من خارج الوطن في مجانية السكن.
 
نتمنى مراعاة ذلك، والله الموفِّق لكل خير سبحانه.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org