يقارن الكاتب الصحفي خالد السليمان الحساب السري للأمير تركي الفيصل على موقع "تويتر"، بقصص الجولات الليلية التي اعتاد الخلفاء والولاة والملوك عبر التاريخ القيام بها في طرقات المدن وأسواقها؛ لتقصّي أخبار الرعية، وتفقّد أحوالهم، والتفتيش على أعمال إدارات الدولة، لافتاً إلى كثرة القصص التي رويت عن خروج ملوكنا السعوديين وأمراء مناطقنا في جولات خاصة دون مواكب، ومنها واقعة الملك فهد بن عبدالعزيز رحمه الله.
الحساب السري
وفي مقاله "حساب الأمير السري في تويتر!" بصحيفة "عكاظ"، يقول "السليمان": "قال الأمير تركي الفيصل خلال مشاركته في إحدى جلسات منتدى مسك للإعلام إن لديه حساباً سرياً في "تويتر" يتابع من خلاله ما يُنشر من أخبار وآراء".
المسؤولون بحاجة لهذه الحسابات
ويعلق "السليمان" قائلاً: في الحقيقة لا أستبعد أن الأمير لا يكتفي بالمتابعة وحسب، بل ويشارك بنقاشات وحوارات لو شارك بها باسمه الصريح لتصدرت عناوين الأخبار! كثيرون مثل الأمير تركي من حكام ومسؤولين ومشاهير يحتاجون لمعرفات حسابات وهمية؛ لتمكنهم من العيش بحرية في العالم الافتراضي دون أن تأسرهم شهرتهم أو تقيدهم وظائفهم!".
جولات الخلفاء الليلية لتفقد أحوال الرعية
ويقارن "السليمان" تلك الحسابات السرية بجولات الخلفاء لتفقّد أحوال الرعية، ويقول: "تجول بعض المسؤولين والمشاهير في العالم الافتراضي متقنعين بمعرفات تخفي هوياتهم الحقيقية لا يختلف كثيراً عن قصص قيام الخلفاء والولاة والملوك والمسؤولين عبر التاريخ بجولاتهم الليلية في طرقات المدن وأسواقها؛ لتقصّي أخبار الرعية، وتفقّد أحوالهم، والتفتيش على أعمال إدارات الدولة".
واقعة الملك فهد
ثم يتناول "السليمان" قصصاً يتداولها الناس عن ملوكنا السعوديين ومنها واقعة الملك فهد بن عبدالعزيز، رحمه الله، ويقول: "كثيرة هي القصص التي رويت عن خروج ملوكنا السعوديين وأمراء مناطقنا في جولات خاصة دون مواكب. ولعل من القصص الشهيرة التي رواها رئيس الحرس الملكي السابق في حوار صحفي أن الملك فهد -رحمه الله- حينما اتجه بسيارته ليخرج في جولة ليلية خاصة توقف عند بوابة فرعية لقصره بجدة، فرفض الجندي فتحها؛ بحجة أن الأوامر لديه بعدم فتحها بعد منتصف الليل، وعبثاً حاول مرافق الملك إفهامه أن الذي في السيارة الملك نفسه، فناداه الملك وقال له بلطف لا يخلو من تقدير لانضباطيته: أنت تنفذ أوامر قائدك العسكري، أليس كذلك؟! وأنا القائد الأعلى للقوات المسلحة، فأمري فوق أمره، فاقتنع الجندي بحجته وفتح البوابة!".
عالم "تويتر"
وينهي "السليمان" قائلاً: "في تويتر لا يحتاج أحد لأن يفتح الباب لأحد، فتويتر عبارة عن مجلس حوارات دون أبواب أو نوافذ، أو حتى جدران وأسقف!".