قال المحلل السياسي يحيى التليدي، أن مبادرة المملكة لإنهاء الأزمة اليمنية التي أعلنها وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان، جاءت لتؤكد حرص الرياض على إنهاء معاناة اليمن وشعبه، وجديتها في التوصل إلى حل سياسي شامل للأزمة اليمنية يراعي الأبعاد الإنسانية والاجتماعية والاقتصادية.
وقال لـ"سبق": "اللافت أن هذه المبادرة تضمنت حلولاً جذرية لمسائل عالقة طالما أعاقت إجراءات بناء الثقة والانخراط في حوار يمني – يمني، ومنها: فتح مطار صنعاء الدولي من وإلى بعض الوجهات الدولية، ووقف إطلاق النار الشامل، وتشكيل لجان للمتابعة من مختلف الأطراف للعمل على نجاح وقف إطلاق النار".
وأضاف: "الرفض المبدئي لميليشيا الحوثي للمبادرة السعودية وعدم القبول بها أو التعاطي معها كشف للمجتمع الدولي الطرف الحقيقي المعطل للحل السياسي؛ كون قبول المبادرة هو استثمار لفرصة سلام سانحة ومهيأة ستبدأ بإجراءات تعزز الثقة، ومن ثم وقف إطلاق النار والانخراط في الحوار السياسي".
وتابع: "وكشف للعالم مدى تحكم إيران في الإرادة السياسية والعسكرية لميليشيا الحوثي حتى لم يعد للحوثي هدف سوى التخريب والدمار والمتضرر الأكبر من تلك السياسة الرعناء هو الشعب اليمني".
وأردف: "الدبلوماسية السعودية بإعلان هذه المبادرة تضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته وتكشف للمنظمات الدولية الطرف الذي يرفض الحل السياسي ويصر على القتال، الأمر الذي لا تريد الاقتناع به حتى الآن".
واختتم: "الأكيد أن السعودية هدفها دائماً السلام والاستقرار في اليمن وتخليصه من الهيمنة الإيرانية، فهي أكبر دولة تقدم المساعدات الإنسانية والإغاثية للشعب اليمني، وتقود التحالف العربي لحمايته وإعادة الشرعية اليمنية، وهذه المبادرة تجعل الحوثي أمام خيارين: إما تغليب مصلحة الشعب اليمني والامتثال لصوت العقل والانخراط في الحوار السياسي، أو رفض المبادرة ومواصلة الارتهان التام لطهران، وذلك يعني استمرار الويلات والهزائم وإعادتهم بالقوة للخيار الأول، وهو ما سيحصل في النهاية".