لا يغنيك كوب "الماكياتو"، أو رشفة "الكابتشينو"، أو رائحة "السبانيش لاتيه" المنعشة مع إشراقة الشمس عن أذكار الصباح، والدعاء، واللجوء إلى الله، وطلب العافية والرزق والستر والسلامة وصلاح أحوالك في الدنيا والآخرة منه -عز وجل-.
دائمًا ما نسمع عن الصباحات المشرقة التي تبدأ بكوب القهوة الساخنة وشرائح الـ(إنجلش كيك).. وهذا أمر جميل، ويعطي اليوم طاقة عالية، ولكن يجب أن نذكِّر الجيل الجديد، وندعوهم باستمرار للمحافظة على أذكار الصباح والمساء.
يجب أن يعلموا أنها الطريقة المثلى التي وجهنا إليها النبي محمد - صلى الله عليه وسلم - لنبدأ بها اليوم ونختتمه بتلك الأذكار الحافظات -بإذن الله- من كل شر، والمسهلة لجميع الصعوبات والعقبات، والميسرة لجميع الأعمال.
كتاب حصن المسلم يُعد من أروع الكتيبات التي تحوي العديد من الأذكار والأدعية، وهو موجود في المكتبات، وعلى صفحات الإنترنت. بفضل الله يُعتبر (حصن المسلم) من الكتب التي وجدت قبولاً من الجميع، وانتشارًا واسعًا، وتم ترجمته إلى العديد من اللغات.
طريقة عرض الأدعية، وأسلوب تجميعها وتسلسلها، جعلا حفظ الأدعية من ذلك الكتاب أسهل وأسرع.
ما أجمل أن نعوِّد أنفسنا وأبناءنا على الأذكار في كل وقت وحين. نخرج من المنزل فنقول (بسم الله، آمنت بالله، اعتصمت بالله، توكلت على الله، لا حول ولا قوة إلا بالله)، نركب السيارة فنذكِّر بعضنا بالدعاء، نبدأ الوجبة بقول بسم الله الرحمن الرحيم، وحينما ننتهي نقول الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا من غير حول منا ولا قوة.
عوَّدتُ أبنائي إذا شاهدوا في الشارع حادث سيارة أو سمعوا خبرًا مؤلمًا عن أي شخص أن يدعوا الله له أن يعينه ويساعده، ثم يقولوا الدعاء الآتي (الحمد لله الذي عافانا مما ابتلاه، وفضلنا على كثير ممن خلق تفضيلاً).
الأذكار والدعاء حماية لنا، وراحة، وطمأنينة.. وحينما يكون الأب والأم قدوات داخل المنزل، وذلك بترديد التسبيح والاستغفار والدعاء المستمر، بإذن الله سيكون لذلك السلوك الأثر في سعادة الأسرة واستقرارها، وسيجعل الأبناء يقتدون بالآباء والأمهات.
لنجعل بدايات أيامنا (أصبحنا وأصبح الملك لله)، ثم رشفة هادئة من كوب القهوة الساخنة، وإكمال أذكار الصباح، والاستغفار بعد كل رشفة.
بارك الله لنا جميعًا في حياتنا، وحقق لنا الطموحات والآمال.