مختصّون: تسجيل واحة الأحساء في قائمة التراث العالمي إنجاز اقتصادي

مستشار رئيس هيئة السياحة: حدث غير مسبوق يبرز ثقل المملكة السياسي والثقافي
مختصّون: تسجيل واحة الأحساء في قائمة التراث العالمي إنجاز اقتصادي

شكّل إعلان الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز؛ رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، الجمعة 15 شوال - 29 يونيو 2018، تسجيل واحة الأحساء موقعاً تراثياً عالمياً في "اليونسكو"، حدثاً مهماً وتاريخياً لهذه الواحة ولتراث المملكة.

ويتوّج هذا الإعلان جهوداً مضنية وجولات ماراثونية قام بها رئيس الهيئة والفريق المعاون له، لتكون الأحساء، التي تزخر بإرث تراثي ضخم، الحلقة الخامسة من حلقات العقد السعودي في "اليونسكو".

وقال مستشار رئيس الهيئة العامة للسياحة الدكتور مشاري النعيم: هذا التسجيل غير مسبوق، ويبرهن على ثقل المملكة السياسي والاقتصادي والثقافي العميق، وقدرتها على التواصل مع جميع دول العالم المؤثرة والكبيرة.

وأضاف: الأمير سلطان بن سلمان؛ كان له الدور الأبرز والكبير في المتابعة والاهتمام بهذا الملف، وقال لي: إن الأحساء وأهل الأحساء مهمين للمملكة، وإن الأحساء يجب أن تكون على لائحة التراث العالمي لأنها تستحق ذلك.

وأردف: تسجيل ملف الأحساء سيكون له تأثير كبير جداً في الحفاظ على هذه الواحة المهمة، من النواحي التاريخية والاقتصادية والثقافية؛ فالأحساء معروفة بعمقها التاريخي الثقافي الكبير الذي مثل جزءاً مهماً من الوطن الكبير المملكة العربية السعودية، والحفاظ على هذا الإرث الثقافي المادي وغير المادي، خصوصاً أنه ولأول مرة في المملكة وربما على مستوى العالم تسجل واحة بالكامل على مساحة كبيرة بـ 12 موقعاً متسلسلاً، وكان هناك دعم للملف من قِبل جميع الدول.

تضافر الجهود

بدوره، قال مدير الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني في الأحساء خالد الفريدة: الأمير "سلطان" تابع أدق التفاصيل لحظة بلحظة حتى جاءت النتائج كما يطمح لها، وأقدّم التهنئة للأمير سعود بن نايف أمير المنطقة الشرقية رئيس مجلس التنمية السياحية في المنطقة، ونائبه الأمير أحمد بن فهد بن سلمان، والأمير بدر بن محمد بن جلوي محافظ الأحساء رئيس مجلس التنمية السياحية في المحافظة.

وأضاف: لا شك أن هذا الحدث الوطني يستلزم من الجميع الآن مضاعفة جهودهم لتقديم الأحساء بالشكل الذي يليق بأهميتها كموقع تراث عالمي، نظراً لأن انتقالها من المحلية إلى العالمية يمثّل مرحلة غاية في الأهمية تتطلب تضافر جهود الجميع لتقديم جزء غالٍ من وطننا بالمستوى الذي يتطلع إليه قادة هذه البلاد.

مطار الأحساء

في سياق متصل، قال ممثل غرفة الأحساء في لجنة السياحة والترفيه بمجلس الغرف السعودية أحمد الراشد: نتمنى أن يكون تسجيل الأحساء في "اليونسكو" فرصة لتنشيط وزيادة عدد الرحلات من وإلى المطار، وأشير هنا إلى أن مطار الأحساء بحاجة ماسة إلى مزيد من الرحلات لزيادة عدد المسافرين.

وأضاف: الأحساء تزخر بعدد كبير من المواقع السياحية، ويجب توظيف هذا التسجيل ليصبح منتجاً تسويقياً اقتصادياً من خلال شراكة بين القطاعين الحكومي والأهلي لتحريك عجلة الاقتصاد الوطني.

وأردف: لهذا التسجيل آثار اقتصادية وسياحية وتجارية في ظل الانفتاح على العالم بعدما تم تفعيل التأشيرة السياحية حيث سترى النور قريباً، ونثق بأن الأحساء ستكون أكبر المستفيدين على المستويين الاقتصادي والسياحي في حال تم البدء بإصدار التأشيرة السياحية.

إنجاز مستحق

وقال عميد كلية الآداب في جامعة الملك فيصل رئيس نادي الأحساء الأدبي المكلف الدكتور ظافر الشهري: تسجيل الأحساء كموقع في التراث العالمي يمثل نقطة تحول كبير في تراث الأحساء؛ لأن الأحساء مستودع كبير للتراث والثقافة والفكر منذ زمن بعيد وكونها تسجل رسمياً في منظومة التراث العالمي هذا يزيدها فخراً وتصميماً على المُضي قدماً في تحقيق رؤية المملكة ٢٠٣٠.

ودعا المؤسسات الثقافية إلى أن تعي ما يعنيه انضمام الأحساء إلى التراث العالمي، وأضاف: الأحساء لديها مقومات سياحية وثقافية وتراثية أهّلتها لأن تنضم إلى منظومة التراث العالمي بجدارة، وعلى جميع أهالي الأحساء الآن التعاون كي يحافظوا على تراثهم وإرثهم المتجذر وأن يقوموا بصيانته.

ثنائية "الإنسان والحضارة"

من ناحيته، قال رئيس فرع جمعية الحفاظ على التراث في الأحساء المهندس عبدالله الشايب: لا يمكن فصل الإنسان عن المكون المادي في الأحساء، وجاء هذا الحدث كمتغيّر ثقافي وقيمة عالمية استثنائية، وتحرص هيئة السياحة على إيصال هذا المفهوم إلى اليونسكو، وستكون المملكة أول مَن يطلق هذه المبادرة بثنائيتها "الثقافة الإنسانية ومدلولاتها الحضارية".

وأضاف: عنوان الملف جاء برؤية تستوعب كل المعطيات، وهو "الأحساء مشهد ثقافي متطور"، وهذا يعني ضرورة العناية بالموروث، مع استشراف المستقبل بوعي الابتكار.

وأردف: كان المدخل لذلك هو "الأصالة" مع بيان حالة الاستثناء التي تتمتع بها هذه الثنائية "الأحساء وإنسانها"، وبيان العلاقة بين المشاهد الطبيعية والأنشطة البشرية في واحة الأحساء كعلاقة دينامية متطورة باستمرار بدأت قبل نحو خمسة آلاف عام.

وتابع: واحة الأحساء تعبّر عن مشهد ثقافي متطور وهو شهادة استثنائية على التقليد الثقافي للواحة، ورمز للتقنيات الزراعية القديمة للواحة لتطوير حضارات منطقة الخليج، كما أنه مثال استثنائي على مشهد ثقافي يوضح مراحل مهمة في تاريخ البشرية وهي أكبر واحة في العالم، ويجب علينا أن ندرك أن مسؤوليتنا الوطنية تلزمنا بأن نستفيد من ذلك عبر ترسيخ الهوية.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org