لا تزال أزمة فواتير الكهرباء تشغل المواطن ويتفاعل معها الكتاب، فيكشف أحدهم بالأرقام أن شركة الكهرباء حققت سبعة أضعاف ربحها في عام واحد، دون أن تتحسّن خدماتها، فيما يرى كاتب آخر أنه لا حل لمشكلة الفاتورة على المدى القصير، رغم كل تلك الانتقادات، مطالباً مسؤولي الشركة بالخروج على وسائل الإعلام وعرض الحقائق على الناس، ولافتاً إلى أن الأمل في مشروعات الطاقة البديلة والترشيد.
الكهرباء حققت سبعة أضعاف ربحها
وفي مقاله "كأنك يا بو زيد ما غزيت" بصحيفة "الوطن"، يكشف الكاتب الصحفي سعود الشهري؛ بالأرقام أن شركة الكهرباء حققت سبعة أضعاف ربحها في عام واحد، هو عام 2017، دون أن تتحسّن خدماتها، يقول الشهري "كتبت قبل عام تقريبا مقالاً حول ذات الموضوع، تحدثت فيه عن الربح «الهائل» جداً للشركة، حيث حققت سبعة أضعاف ربحها عن عامها السابق بواقع 4936 مليوناً عام 2017 بدلا من 798 مليوناً 2016، أي بواقع 738 %، وهذا الارتفاع الهائل جداً لم يقابله أيّ تحسن في مجال الخدمة؛ بل قابلته زيادة في التعرفة وانقطاعات في الكهرباء كما هو المعتاد، و (كأنك يا بو زيد ما غزيت) .. ما زالت الكهرباء -خصوصا في الضواحي- تتقطع كثيراً، وما زالت تمديدات الكهرباء فوق الأعمدة! والعالم كله قد نسي هذا النمط فدفنها أرضاً ولم تدفن الشركة التقهقر أرضا!".
غرائب الفواتير
يرصد الشهري غرائب فواتير الكهرباء ويقول "من الغريب جداً من جهة أخرى أن تجد شخصاً ما تصدر له فاتورة تبلغ 4000 ريال وعندما يراجع ويعترض تتحول إلى 800 ريال؟! فما هذا؟! .. أمر غريب جداً وطالما رأيناه، والتساؤلات تحضر، هل الأمر محض خطأ؟! أم أن هناك أموراً أخرى؟! هل أصبح (رزق) الناس سهل التلاعب فيه بهذا الشكل؟".
لا حل الآن
وفي مقاله "الكهرباء والمتكهربون!" بصحيفة "عكاظ "، يرى الكاتب الصحفي إبراهيم إسماعيل كتبي؛ أنه لا حل لمشكلة الفاتورة على المدى القصير، ويقول "إذا كانت الفواتير بهذه الزيادات على الجيوب وموجعة للقلوب، فهل ستأتي كل تلك الانتقادات بنتيجة؟ قطعاً على المدى القصير ليس من المتوقع إيجاد حل، ولن يأتي هذا الصراخ الإلكتروني على شبكات التواصل بأيّ مردود؛ لأن شركة الكهرباء أوضحت ما لديها من أسباب مختصرة تنحصر في توجيه اللوم على الطقس الحار واستخدام أجهزة التكييف، لكن من باب التذكير أن الناس كانت متوقعة للزيادة، وبالتالي يكون البعض أكثر ترشيداً ولو قليلاً، لكن جاءت الزيادات عالية الفولت".
ويعلق كتبي؛ قائلاً "في مثل هذه الحالة بين شركة الكهرباء والمتكهربين معها وبها، كنا نتمنى لو أوضح المسؤولون حقائق أكثر من خلال وسائل الإعلام المرئية والمكتوبة، وبالتالي العالم الافتراضي الذي يتفاعل مع كل شاردة وواردة ويبحث عن معلومات تقنعه، ليس فقط مسألة الفواتير على أهميتها، إنما نقاشات حول حجم الإنتاج الحالي من الكهرباء والقدرة المتاحة والمطلوب حاضراً ومستقبلاً، وحجم الاستهلاك وقضية الترشيد، وذلك من خلال خبراء الاقتصاد والطاقة لإيضاح الحقائق بدلا من غياب المعلومة، ولهذا لا نستغرب كل هذا الجدال، ومع الأسف تجاوزات تفتقد النقد الموضوعي".
الحل في الطاقة البديلة
يرى كتبي؛ أن هناك حلولاً على المدى المتوسط، ويقول "نعم الحلول متعدّدة على المدى المتوسط، لأنها تستغرق سنوات، منها إنتاج الطاقة البديلة وأقلها تكلفة الطاقة الشمسية، وبلادنا تتمتع في معظم مناطقها بمساحات مشمسة وصيف طويل، وقد بدأت مشاريع عملاقة، لكن تعميمها وتوسيعها يحتاج إلى استثمارات ومدى زمني لسنوات قليلة، وأيضاً محطات نووية لإنتاج الكهرباء وهي آمنة وقدراتها الإنتاجية عالية لكنها مكلفة، وفي كل الأحوال بلادنا تتجه إلى تعزيز هذا القطاع الذي ينتظر دور القطاع الخاص، إضافة إلى الربط الكهربائي مع عدد من الدول في المحيط الخليجي والعربي وتبادل الكهرباء في أوقات الذروة".
الزيادة مؤلمة
وينهي كتبي؛ قائلاً "إن الصيف الملتهب وضعف ثقافة الترشيد لا يبرران مثل هذه الزيادات المؤلمة في الفواتير وهي مسؤولية الجميع، وعلى الشركة إيجاد الحلول، ولابد من سرعة الاستثمار في إنتاج الكهرباء وتأسيس شركات منافسة تزيد الإنتاج وتنهي الاحتكار. وأخيراً الرشد في الانتقاد بكثير من الموضوعية تقابله حقائق وأمل في الحلول".