جاءت لفتة المملكة الإنسانية بتوقيع مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية لستة عقود لتأمين أجهزة ومستلزمات طبية لمكافحة فيروس "كورونا" المستجد في الصين امتدادًا طبيعيًا لأدوارها الرائدة في دعم الجهود الإنسانية والإغاثية أينما كانت، وتأكيدًا لعمق العلاقات الوثيقة التي تجمع بين الدولتين والشعبين السعودي والصيني.
فيد المملكة الخيرية كانت وما زالت ممتدة إلى الدول العربية والإسلامية والصديقة، لرفع المعاناة عن الشعوب المنكوبة، وتحقيق كرامة الإنسان عبر ذراعها الإنساني مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية. وتأتي مساعدة الصين في محنتها متوائمة مع ما تؤمن به المملكة تجاه محيطها الخارجي.
وتقف العلاقات السعودية الصينية على أرض صلبة تجمعها المصالح المشتركة، والاحترام المتبادل بين القيادتين والشعبين الصديقين، وسبق أن قدمت المملكة العون للحكومة الصينية في أعقاب تعرض البلاد لزلزال سيشوان المدمر في عام 2008م، مسجلة نفسها كأكبر مانح للمساعدات الإنسانية للصين في محنتها الإنسانية آنذاك.
ماذا حدث؟
في 12 مايو من عام 2008، تعرضت مقاطعة سيشوان جنوب غرب الصين لهزة أرضية مدمرة بمقياس 8 ريختر شعر بها أيضًا سكان بكين، شانغهاي، بانكوك، هونغ كونغ، هانوي، وتايبيه، واستمرت توابعها لأيام أخرى مسببة خسائر بشرية ومادية ضخمة.
ولقي نحو 50 ألفًا مصرعهم من جراء الزلزال المدمر، فيما تعرض أكثر من 300 ألف شخص للجروح والإصابات المختلفة، بينما سجلت الصين اختفاء وفقد نحو 20 ألفًا آخرين في كارثة إنسانية بكل المقاييس.
وسارعت المملكة كما اعتادت إلى مد يد العون نحو الدولة والشعب الصديق، فقدمت تبرعًا بقيمة 50 مليون دولار، ومساعدات غذائية بقيمة 10 ملايين دولار، فضلاً عن 1460 غرفة متنقلة، ومبلغ آخر بقيمة 1.5 مليون دولار لإعادة الإعمار في المناطق المنكوبة، إضافة إلى إقامة جسر جوي بين المملكة والصين لنقل المواد الإغاثية اللازمة، كما افتتحت السعودية في مدينة ميما نتسو الصينية اليوم مخيمًا لإيواء المتضررين، واحتوى المخيم السعودي الذي استفاد منه أكثر من 15 ألف أسرة على أكثر من 11300 خيمة، إلى جانب سكن مؤقت وعيادات صحية تقدم خدماتها للمتضررين.
وأعلنت حينها الدولة الصينية عن كون المملكة أكبر مانح للمساعدات الإنسانية في الكارثة الكبيرة التي حلت بمقاطعة سيشوان، موجهة لها الشكر على وقفتها الإنسانية، فقد لقيت (الفزعة) السعودية كل تقدير من حكومة وشعب الصين الصديق.