يُعد طريق المشاة الذي يمتد من منطقة جبل الرحمة بمشعر عرفات وحتى مشعر منى مرورًا بمزدلفة، من أطول خطوط المشاة على مستوى العالم ومن أحدثها في المواصفات؛ وهو من أهم المشاريع التي نفّذتها حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- التي تخدم حجاج بيت الله الحرام.
وصمم مشروع طرق المشاة بأفضل المعايير العالمية، التي تضمن الاستفادة منه بالشكل المطلوب في أثناء تنقل الحجاج بين المشاعر المقدسة، وتم تنفيذ الطريق وتصميمه مع وضع اللمسات الجمالية والفنية وفق أعلى المعايير الهندسية التي تضمن الاستفادة منه بالشكل المطلوب؛ حيث شَمِلَ تنفيذ الطريق أربعة مسارات بإجمالي أطوال تزيد على 25 كيلومترًا؛ وهو بذلك يُعد من أطول طرق المشاة في العالم؛ حيث بلغ طول الطريق الأول 5100 متر طولي، والثاني 7580 مترًا طوليًّا، والثالث 7556 مترًا طوليًّا، والرابع 4620 مترًا طوليًّا، وشملت هذه المسارات تركيب بلاط "إنترلوك"؛ بما يعادل 500 ألف متر مربع، ووضع 500 من الحواجز الخرسانية، وتركيب 1000 كرسي لاستراحة الحجاج.
ويشتمل الطريق على 57 لوحة إرشادية، وأكثر من 400 عمود إنارة عالية التقنية، إضافة إلى 810 فوانيس (LED)، و25 برج إنارة بارتفاع 30 مترًا، و100 فانوس بقوة 100 واط، كما تم تركيب أكثر من 400 سلة نفايات على جانبي الطريق.
ويهدف المشروع إلى تأمين الراحة والأمن والسلامة لحجاج بيت الله الحرام أثناء تنقلهم بين المشاعر المقدسة (عرفات، مزدلفة، منى)؛ حيث تم خلال المشروع رصف الطريق بالكامل، وتركيب كراسٍ على جانبي الطريق من أجل تأمين راحة الحجاج، وتركيب مظلات لوقاية الحجاج من أشعة الشمس، ووضع حواجز خرسانية كروية لمنع دخول المركبات إلى طريق المشاة، كما تم إنارة الطريق بواسطة أعمدة عالية التقنية، وكشافات (LED) التي تتميز بشدة إضاءتها وقلة تكاليفها مقارنة بالإنارة العادية، مع قلة انبعاثات الغازات الضارة بالبيئة.
ونفّذت أمانة العاصمة المقدسة هذا العام مشروع طلاء الإسفلت الخافض للحرارة بطرق المشاة بالمشاعر المقدسة، وشمل المشروع في مرحلته الأولى طلاء طريق المشاة بمشعر منى المؤدي إلى منشأة الجمرات بمساحة إجمالية بلغت 3500 م2 تقريبًا؛ للمساهمة في تخفيض درجات الحرارة ولخدمة ضيوف الرحمن.
وأوضح مدير عام المشاعر المقدسة والمواسم المهندس أحمد منشي، أن المشروع الذي تم بالتعاون فيه مع شركة SUMITOMO اليابانية؛ يهدف إلى تجربة تخفيض درجات حرارة سطح الممشى بمنطقة الشعيبين، وإمكانية التوسع لتشمل ساحات منشأة الجمرات، وتغطية عدد من طرق المشاة بالمشاعر المقدسة؛ مبينًا أن المشروع سيسهم في تخفيض درجات الحرارة من 20 إلى 15 درجة مئوية؛ حيث سيتم تسجيل درجات الحرارة كل 10 ثوانٍ خلال الموسم من خلال الحساسات التي تم وضعها تحت الإسفلت.