شهد المعرض والمنتدى الدولي السادس للتعليم "تعليم 2018" المقام حالياً في الرياض، أوراق عمل مهمة قدمها خبراء من الولايات المتحدة الأمريكية حول (التعليم الشامل لتعزيز نمو الطفل).
واتفق المتحدثون على أن تعليم الطفل في سن مبكرة ضروري جداً لبناء شخصيته وتمكينه من ممارسة حياته العلمية والعملية بنجاح.
وفي الجلسة التي أدارها الدكتور أحمد التميمي من جامعة الملك سعود، افتتح الدكتور "تشارلز هاينز" المشرف الإكلينيكي في قسم علم الاتصال والاضطرابات في مستشفى ولاية "ماسثيوتس" الأمريكية في ورقته التي حملت عنوان "التنبؤ المبكر والوقاية من عسر القراءة قبل الدخول للمدرسة"، قائلاً: حتى يتعلم الأطفال القراءة والكتابة في مرحلة الطفولة المبكرة لابد من أمرين، الأول تحديد نسبة نقاط الضعف لتعزيزها وعلاجها، وثانياً استخدام الممارسات والأدوات لتأمين المهارات الأساسية، ولدينا في الولايات المتحدة منهج خاص يعمل على تدريس وتعليم القراءة واللغة والتحدث والاستماع، كما أن الحكومة تهتم بتنمية مهارات معلميها في هذا الشأن.
وأضاف، بعض الأشخاص يتساءلون: لماذا نركز على القراءة والكتابة في سن الروضة؟ والجواب ببساطة: حتى نضمن عدم فشل الطفل تعليمياً في المستقبل، لأن إحساس الطفل بالنقص وشعوره بالغضب هو بسبب اختلافه عن أقرانه لضعف تأهيله.
وتابع "تشارلز"، قمنا في أمريكا بتقديم الكثير من البحوث أحدها باللغة العربية، ووجدنا أنه من الضرورة معرفة الطفل للمهارات الكلامية من خلال نطق الكلمات والاستيعاب، وأيضاً مهارات الاستماع والسرعة والطلاقة والكتابة، وتأثير ذلك قوي في معرفة الطفل وإدراكه وتعزيز القدرة لديه، ويجب ألا ننتظر فشل الطفل، وذلك بتطوير المقاييس، وتحديد مشكلته وعلاجها.
وفي إجابته عن مداخلة من معلمة متقاعدة، حول عدم قدرة بعض الأسر على دفع المبالغ العالية للروضات، أجب "لا ينبغي دفع آلاف الريالات لتعليم الأطفال المهارات الصوتية واللفظية، وبإمكان الأهالي تعليمهم من خلال تعويدهم على القراءات والأصوات، وأيضاً وضع الحروف المغناطيسية على الثلاجة، وكلها أساليب سهلة الفهم.
وتحدثت الدكتورة "لينا إهري"، بروفيسور قسم علم نفس تربوي في جامعة المدينة بنيويورك، في ورقتها "كيف يتعلم الأطفال قراءة الكلمات، نماذج تدريس فاعلة"، مشيرة إلى أن هناك طرقاً عدة لتعليمهم مبكراً مثل "فك التشفير" ونقل الحروف وحدها، وهي الطريقة التقليدية، وكذلك الاعتماد على الذاكرة مثل كتابة كلمة "cat" وبجانبها رسمة للقط نفسه، وهنا سيحفظ الكلمة بحروفها وشكلها وسيجلبها من ذاكرته كلما أراد، والطريقة الثالثة تلوين الكلمات حتى تكون هناك صورة مرئية وذهنية، وثبت علمياً قدرة الطفل على القراءة من خلال شكل الكلمة مثل stop وهي تسمّى تخزين الكلمات في الذاكرة.
ومن جامعة "كولورادو"، قال "إدوارد بيفوي" في ورقته "قوة الأقران .. لماذا تحدث نسبة الأقران فرقاً في عملية الدمج؟"، إن لديهم في أمريكا دراسة امتدت على مدى 20 عاماً حول دمج الطلاب ذوي الاحتياجات الخاصّة مع الطلاب الأصحاء، وأثمرت عن دمجهم في مدارس الولايات، وتبين أن الطلاب الذين لديهم عوز للمجتمع يتعلمون سريعاً، وهناك نظرية تقول إن دمج الأطفال المعاقين يساعدهم على تخطي النقص ومرض التوحد.
وكشف بيفوي، عن أن المعاقين لديهم حاجة كبيرة إلى المجتمع لذلك هم بحاجة إلى تعلم مهارات مجتمعية مختلفة، وعملوا في أمريكا على الدمج وتعزيز مستوى التعليم لديهم، وعندما أحضرنا الطلاب إلى الفصول لاحظنا أن المعلمين يفتقدون السيطرة على الفصل لعدم معرفتهم بطريقة التعامل معهم، وتعلمنا أيضاً أنه عندما ندمج الطلاب المصابين في التوحد مع الطلاب العاديين وجدناهم يتعلمون سريعاً.
ويرى أنه بإمكان الأمهات تعليم أطفالهن في المنزل دون إرسالهم للروضات، بشرط وجود استراتيجية وخطة واضحة ومدروسة لتعليمهم المهارات.