حدد تقرير "جارتنر هايب سايكل" لتقنية المعلومات في دول الخليج العربي، التقنيات الست الأبرز لهذا العام التي سيتبناها قطاع الأعمال على نطاق واسع خلال السنوات الخمس إلى العشر المقبلة، وهي "بلوك تشين، وإنترنت الأشياء، ومراكز العمليات في المدن، والمدينة الذكية، والتوائم الرقمية، والعقود الذكية".
وقال كبير مديري الأبحاث في مؤسسة "جارتنر" سانتوش راو: من بين 29 تقنية جرى تصنيفها في تقرير "هايب سايكل" للتقنيات الصاعدة لهذا العام، ستصل ثماني تقنيات إلى ذروة انتشارها ومن ثم تستوي في حالة الاستقرار، وهذا يدلل على دخول منطقة دول مجلس التعاون مرحلة هامة من النضج المتزايد.
وأضاف: التقنيات التي تحرك عجلة التحول الرقمي في المنطقة ستستغرق المزيد من الوقت لبلوغ مرحلة تبنيها على نطاق واسع، فالمؤسسات المحلية تتوخى الحذر من تبني تقنيات جديدة، وفي ذات الوقت فإن شركات تكامل الأنظمة غير مجهزة بالكامل للتعامل مع مشاريع رقمية معقدة بسبب نقص المهارات.
واستطرد بالقول: ينبغي على المؤسسات التركيز على تقنيات بلوك تشين وإنترنت الأشياء والتوائم الرقمية على وجه التحديد نظرًا لنموها المتسارع من بين التقنيات الست، حيث باتت المؤسسات المحلية تدرك أن هذه التقنيات ستساعدها على إيجاد ميزة تنافسية لها فضلاً عن تحسين تقديمها للخدمات.
ورغم استمرار تقنية "بلوك تشين" في حضورها القوي؛ إلا أن محللي "جارتنر" لا يتوقعون ملاءمة بنى تقنية بلوك تشين للعديد من أنشطة الشركات، خاصة عند النظر إلى جوانب اللامركزية والمخاطر والإدارة.
وقد تستمر الشركات الناشئة في بحثها عن فرص ثورية بالكامل باستخدام المفهوم الأصلي لتقنية "بلوك تشين"، ويوصي المحللون بتخطيط السيناريوهات وفق ذلك.
وتضمنت التوصيات أن يستخدم الرؤساء التنفيذيون لتقنية المعلومات الذين يفكرون في تطبيق تقنية "بلوك تشين"، لغة وتعريفات واضحة عن طبيعة هذه التقنية ضمن النقاشات الداخلية، فضلاً عن تحديد نقاط تكامل هذه التقنية مع البنية التحتية القائمة، "مثل المحافظ الرقمية والأنظمة الرئيسية للسجلات...الخ" عند البت في خطط الاستثمار المستقبلية.
وتمتلك إنترنت الأشياء تأثيرًا على ارتقاء وتحول أعمال معظم الشركات، إذ يمكن استخدام إنترنت الأشياء كمحفز رئيس لتقديم خدمات وإيجاد فرص أعمال جديدة، وستؤثر تقنية إنترنت الأشياء على الموقع التنافسي للشركات واستراتيجيات تطوير المنتج والعمليات الداخلية، حيث ستساعد الأشياء المتصلة على زيادة الإيرادات وخفض التكاليف.
أما التوأم الرقمي، وهو عبارة عن تمثيل افتراضي لشيء حقيقي، فقد صمم بهدف الارتقاء بتشغيل الأصول مثل الطائرات أو محطات توليد الطاقة أو المباني. وسيتركز الاستخدام الأساسي للتوأم الرقمي على المدى القريب في خفض تكاليف الصيانة ورفع زمن تشغيل الأصول.
وفي دول مجلس التعاون الخليجي، يتوقع محللو "جارتنر" أن تدمج شركات النفط والغاز وشركات التصنيع حلول التوائم الرقمية وإنترنت الأشياء بهدف إدارة أداء الأصول وتبسيط العمليات.