اختتمت اليوم أعمال الدورة الخامسة لمبادرة مستقبل الاستثمار 2021، تحت عنوان "الاستثمار في الإنسانية"، التي استمرّت ثلاثة أيام، بمركز الملك عبدالعزيز الدولي للمؤتمرات بالرياض.
وألقى عضو مجلس أمناء مبادرة مستقبل الاستثمار الدكتورة غادة المطيري، خلال فعاليات اليوم الأول، كلمة أوضحت خلالها أن النسخة الخامسة للمبادرة تجمع العقول في أحد أفضل المناطق في العالم بهدف إحداث تأثير إيجابي على البشرية، مبينة أن المبادرة تهدف إلى تشجيع المجتمع العالمي بالمزيد من الاستثمار لتحقيق المزيد من الأرباح في الأيام القادمة.
وتناولت المبادرة في جلساتها "كيف يمكن لمجتمع الاستثمار العالمي إطلاق حقبة جديدة في التقدم البشري"، وأدار الجلسة صاحبة السمو الملكي الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان سفيرة خادم الحرمين الشريفين لدى الولايات المتحدة الأمريكية، وأوضحت السيدة الأولى السابقة لموزمبيق وجنوب أفريقيا غراسا ماشيل، أن الذكاء الاصطناعي تجاوز حدود العلم والتقنية، مبينة أن العالم الحالي يواجه أزمة في التعلم، والملايين من الأطفال لم يحصلوا على التعليم الكافي رغم ضخ نحو 5 تريليونات دولار للتعليم في العالم.
كما ناقشت جلسة "مجلس صانعي التغيير: الاستثمار من أجل التأثير" التغيرات التي تواجه العالم، ومنها التغير المناخي، وجائحة فيروس كوفيد -19، التي جعلت العالم يعمل معاً لإيجاد حلول لهذه الأزمات، وتقديم أفضل الحلول الممكنة للبشرية.
وأوضح وزير السياحة أحمد الخطيب، في جلسة "مستقبل السياحة - وجهات نظر عالمية"، أهمية إيجاد تنظيمات وتشريعات سفر موحدة للعالم، كون السفر خلال جائحة فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19" أصبح كابوسًا على المسافرين.
وأكد وزير الاستثمار المهندس خالد الفالح خلال حديثه في جلسة "عقد اجتماعي جديد: الدور المتطور لأعمال والحكومة"، أن المملكة أثبتت مرونتها خلال تعاملها مع جائحة كورونا؛ حيث ركزت على صحة الإنسان وسلامته وتحقيق توازن دقيق بين الحياة والرزق.
فيما ألقى الرئيس النيجيري محمد بخاري، كلمة ضمن فعاليات "مبادرة مستقبل الاستثمار" أوضح خلالها أن المبادرة باتت منصة تفاعلية ما بين القطاع العام والخاص، من شأنها دعم التطور والنمو والازدهار بالعالم، وأن المنهج الإنساني للاستثمار يعد الطريقة الوحيدة لمعالجة التحديات الدولية التي يواجهها خاصة في جائحة "كوفيد-19"، مشيرًا إلى أن هناك جهوداً مستمرة ومستدامة لمعالجة وتخفيف تداعياته الاجتماعية والاقتصادية للوصول إلى التعافي الاقتصادي.
بدوره أكد محافظ البنك المركزي الدكتور فهد المبارك في جلسة "العمل المصرفي في المستقبل: المستقبل المتوقع للمؤسسات المالية في دول الخليج وخارجها"، أن المبادرات وبرامج التحفيز الحكومية التي اتخذتها المملكة أسهمت في تخفيف حدة تأثير جائحة كورونا، مفيدًا بأن البنك المركزي أطلق العديد من البرامج لدعم المؤسسات التي تقع ضمن نطاق المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، بهدف تمكينها من الاستمرار في أعمالهم.
وبيّن رئيس وزراء اليونان كيرياكوس ميتسوتاكيس خلال مشاركته في مبادرة مستقبل الاستثمار أن المبادرة تصب لصالح الدول التي تعمل على الاستثمار، منوهًا بضرورة العمل على الطاقة المتجددة والنظيفة، وعدم الاعتماد على الطاقة التقليدية، والحفاظ على البيئة والكائنات الحية، مشيرًا إلى أهمية تصدير الخبرة والمعرفة للتعاون بين البلدان التي تسعى لذلك.
من جانبه أفاد نائب وزير الرياضة بدر بن عبدالرحمن القاضي أن جهود الوزارة هدفت إلى تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030 من خلال رفع عدد ممارسي الرياضة في المجتمع السعودي؛ إذ زادت نسبة ممارسي الرياضة من عام 2015م حتى عام 2019م من 13% إلى 19%، وارتفعت نسبة المشاركة النسائية في الأنشطة الرياضية المختلفة بنسبة 149%.
كما أعلن وزير الاتصالات وتقنية المعلومات رئيس مجلس إدارة الهيئة السعودية للفضاء المهندس عبد الله بن عامر السواحه، خلال جلسة حوارية بعنوان "ارتباط الاقتصاد الرقمي باقتصاد الفضاء"؛ عن شراكة رائدة بين "نيوم" وشركة "ون ويب" تبلغ قيمتها 200 مليون دولار، وتوفر شبكة أقمار صناعية ستغير من وجه إنترنت النطاق العريض في جميع أنحاء الشرق الأوسط وأفريقيا، وتمكّن نماذج أعمال جديدة.
وخلال اليوم الثاني لمبادرة مستقبل الاستثمار، تسلَّمت 44 شركة عالمية تراخيص مقارّها الإقليمية لمزاولة نشاطها في المملكة العربية السعودية، وذلك ضمن برنامج جذب المقارّ الإقليمية للشركات العالمية الذي تشرف عليه وزارة الاستثمار والهيئة الملكية لمدينة الرياض.
وجاء تسليم تراخيص المقارّ الإقليمية لممثلي الشركات العالمية على هامش جلسة حوارية خاصة بالبرنامج، شارك بها كل من وزير الاستثمار المهندس خالد الفالح، والرئيس التنفيذي للهيئة الملكية لمدينة الرياض الأستاذ فهد بن عبد المحسن الرشيد.
وقال المهندس الفالح: "الرياض مدينة عالمية جاذبة للأعمال، والوجهة الاستثمارية المفضلة لدى المستثمرين من مختلف أنحاء العالم، ولقد أدركت هذه الشركات الفرص الاستثنائية التي توفرها رؤية 2030، وسيقطفون ثمارها قريبًا، يأتي ذلك بعد أسبوعين من إطلاق الإستراتيجية الوطنية للاستثمار في المملكة التي ستوفر المزيد من الفرص من خلال سلسلة من المبادرات التي صُممت لتحسين بيئة الأعمال في المملكة".
من جانبه أوضح الرشيد أن برنامج جذب المقارّ الإقليمية للشركات العالمية سيسهم في إضافة نحو 67 مليار ريال للاقتصاد المحلي، وسيوفر نحو 30 ألف فرصة عمل جديدة بحلول عام 2030، مبينًا أن الرياض تشهد تحولًا سريعًا لتصبح مركزًا إقليميًّا رئيسًا للشركات العالمية؛ إذ تشهد تنفيذ أكثر من 80 مشروعًا ستسهم في جعل الرياض ضمن أفضل 10 اقتصاديات مدن في العالم.
كما شهدت فعاليات مبادرة مستقبل الاستثمار توقيع صندوق التنمية السياحي مذكرة تفاهم مع "إنيسمور" لبحث إطلاق صندوق استثماري برأس مال قدره 1.5 مليار ريال سعودي، بهدف تطوير أكثر من 12 فندقاً في المملكة من فئة "لايف ستايل"، التي تستهدف محبي السياحة الترفيهية وتوفر مجموعة متنوعة من المرافق الترفيهية وتجارب الطعام المميزة، برعاية وزير السياحة رئيس مجلس إدارة صندوق التنمية السياحي الأستاذ أحمد بن عقيل الخطيب.
وكشف وزير الصناعة والثروة المعدنية بندر بن إبراهيم الخريف خلال مشاركته في جلسة حوارية عن إطلاق برنامج يهدف لتحويل 4 آلاف مصنعٍ من الاعتماد الكثيف على العمالة الوافدة إلى الأتمتة الصناعية الرقمية، وتوفير الوظائف النوعية للمواطنين.
كما وقعت شركة البحر الأحمر للتطوير خلال فعاليات المبادرة "9" اتفاقيات مع علامات تجارية مرموقة عالمياً لإدارة وتشغيل فنادق المرحلة الأولى في مشروع البحر الأحمر، التي تقوم بموجبها مجموعة من العلامات التجارية المتخصصة بمجال الضيافة بتشغيل 9 من أصل 16 فندقاً في المرحلة التطويرية الأولى، التي ستوفر مجتمعةً أكثر من 1700 غرفة من إجمالي 3000 غرفة ضمن مخطط المرحلة الأولى من المشروع.
وشهدت فعاليات مبادرة مستقبل الاستثمار في يومها الثالث تدشين شركة وادي الدمام، المملوكة لجامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل ،لتنسجم مع رؤية المملكة 2030، وتوجهات الحكومة الرشيدة للإسهام بفاعليةٍ في تبني المملكة اقتصاد المعرفة، الذي يُعنى بتحويل المعرفة والابتكارات إلى قيمة اقتصادية، ولكي تكون الشركة نموذجاً للابتكار في التقنية الحيوية والصحة في منطقة الشرق الأوسط.
يذكر أن مبادرة مستقبل الاستثمار في نسختها الخامسة جمعت قادة دول وشركات وصانعي سياسات ومستثمرين ومبتكرين من جميع أنحاء العالم في منتدى عالمي لاستكشاف حلول رائدة تتصدى لتحديات المجتمع، والعمل على تحقيق تلك الحلول، بمشاركة أكثر من 2000 بعثة، و5 آلاف مشارك من صناع القرار.