لا كورونا ولا لقاح..
لا دورينا ولا ليقا..
لا منصة ولا تيمز..
لا اختبارات رمضان.. ولا توقيتها المرهق!
كل تلك الأحاديث لدينا معلّقة!!
كلها صوّتت ثم غضّت، ولا صوت صدَع وصدَّع، وشغل الناس في المدارس وأثارهم في المجالس إلا صوت إدارة التعليم.. حديث دار بكل اللغات واللهجات، حتى لغة الإشارة وحروف برايل!
على شاي الجمر يسري تحليل ما جرى وتفسير ما يجري في تعليم صبيا، ثم تُفتح أبواب المستجدات ونوافذ التوقعات، فمرة يفوح نعناع الشاي وحبقه، وكثيراً ما يخنقك ويكتم أنفاسك دخان الجمر!
المتابعون للأحداث اتفقوا على ألا يتفقوا!
هذا يصفُ التغييرات "تكتيك" والإعفاءات "تكنيك"، ويقول: على فلسفة المدربين! وإما بطولة أو قاع..
وذاك يقول: عادية.. الكرسي دوار، والباب مفتوح.
هذا يقول: من حقه.. وذاك يقول: شخصنة.. وتضخُّم أنا!
وهذا يتساءل: والقيمة والخدمة؟! وذاك يجيب: القيمة مضافة، والخدمة في المدارس سارية المفعول.
هذا يقول: جاء فأطفأ السراج.. وذاك يقول: ذا زمن الطاقة.
هذا يقول: مُحارِب (بكسر الراء)، وذاك يقول: مُحارَب (بفتح الراء).
هذا يقول: عزف على القانون.. وذاك يرد: بعض الموسيقى صاخبة!
هذا يصرّح: المسحة إيجابية والإدارة مصابة! وآخر ينفي ويؤكد: الإدارة بخير وفي الاتجاه الصحيح.
هذا يقول: و.... و.... و.... و.... و.... وذاك يقول: هات أذنك: مؤامرة.
هذا يبشِّر: اقتربنا من الجودي.. وذاك يحذِّر: كأننا إلى غيابة الجُبِّ!
هذا يقول: أنا طلَّقت إدارة التعليم ولن أراجعها وإن تعطلَّت كل أموري؛ اشتراطات معقَّدة، وأبواب موصدة.. وذاك يرد: تعرفنا.. أمنظام نظام!
ويبقى الحال..
بعض منهم في صوتهم تفاؤل، والسواد الأعظم ينام وفي نفسه شيء من قلق!
هذا واقف بدَلَّته ومبخرته والعود، وذاك واقف مستوقف، باكٍ مستبكٍ على ماضٍ لن يعود!
هذا غيور على الإدارة، وكلنا غيورون على صبيا.
تعالوا للصفحات...
نصبح على تغريدة، ونمسي مع مقالة..
تغريدة تفتح لها شباكك، وتغريدات تشبه النعيق تغادر معها المكان.. يا الله عسى خير!
مقالة بلون السماء.. اطمئنان بغيث وتفاؤل صحو، ومقالات بلون الجحيم.. تصب عليهم وعلى رئيسهم الحميم.
صحف ومواقع تواصل أكلت ولاكت، وقالت ولا لاقت!!
تغريدات بقلم أو بألم (بلهجة أحبابنا المصريين) ومقالات بالرصاص!
وكلمات لكمات لا يفعلها إلا "تايسون"!
فساد.. مخالفات.. أوتوقراطية.. تبقى خشخشة حتى يصيح الديك.
طق.. طق..
هل بالمكان من أحد؟
يا صاحبي، هل تسمع لهم همسا؟!
إذا كان الصمت الذي نراه هو السور الذي يحيط بالحكمة -كما يقولون- فالأصوات الحكيمة والغشيمة تجاوزت السور والباب والحارس ووقفت بمسرحكم!
وهنا لا أدري هل السكوت علامة الرضا أم علامة الضُّرّ؟
يا إدارة، ليلنا كليل امرئ القيس.. نبيتُ ننتظر الصباح!
لن نطمع بصباح فيروزي بقدر ما نرى الشمس..
الحيارى يقولون: مجرد بيان! وبعض المتمرسين يقولون: تهرفون بما لا تعرفون!
قالوا: جو مكهرَّب أو مشتعل، دوِيّ ردات فعل، ضجيج، قسوَرَة، لوبيات، كواليس، تسريبات، تجميعات، إثارة.. لو كان هذا هو وسطنا التعليمي -وأغلب ظني أنه مبالغ فيه- فلِمَ كل هذا؟! ومَن هم الرابحون؟ وما أرباحهم؟ أنا لا أعرفهم، ولا أدري عن أرباحهم والقسمة.. لكنني أدري ويتفق معي الكل أن الخاسرة هي صبيا -حسناء التعليم، ومعشوقة الوزارة- غير أنَّي أرى أن يوماً سيغلب العقلُ العاطفةَ؛ لتكون صبيا وحدها أغلى أسماء المشهد.
قفلة:
يا كيف تنشد عن أحوالي
وأنت عليم عن الحالة!