برعاية الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة رئيس هيئة جائزة الملك فيصل، أعلنت الجائزة أمس الأربعاء, أسماء الفائزين بها في دورتها الـ44 في فروعها الخمسة.
وأوضح أمين عام جائزة الملك فيصل العالمية الدكتور عبدالعزيز السبيّل أن لجان الاختيار لجائزة الملك فيصل بفروعها الخمسـة (خدمة الإسلام، والدراسات الإسلامية، واللغة العربية والأدب، والطب، والعلوم), أقامت سلسلة من الجلسات امتدت من يوم الاثنين 30 من جمادى الأولى وحتى يوم الأربعاء 2 من جمادى الآخرة من عام 1443، الموافق من 3 إلى 5 من شهر يناير عام 2022 .
وبيّن "السبيل" أن اللجان قررت منح جائزة الملك فيصل لخدمة الإسلام، لهذا العام 1443/ 2022 (بالاشتراك) لكل من: الرئيس علي حسن مويني الرئيس الأسبق لجمهورية تنزانيا الاتحادية، والأستاذ الدكتور حسن محمد الشافعي، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف.
وأبان أن الرئيس علي حسن مويني منح الجائزة لمبررات منها: قيادته لبلاده فترة حكمه للتحرر من الاستعمار والاشتراكية حيث أدخل التعددية الحزبية وأسس عدداً من الأنظمة والمؤسسات الإسلامية الاجتماعية في بلاده، ونشاطه في الدعوة الإسلامية، حيث عمل على بث روح التسامح الديني، وإنشاء المدارس الإسلامية، وترجمة الكثير من المصادر والمراجع في الحديث والفقه والسيرة، إلى اللغة السواحلية التي يتحدث بها الملايين في شرق إفريقيا، واهتمامه بتعليم المسلمين والرفع من مستواهم التعليمي والاجتماعي وتحسين أوضاعهم الاقتصادية، حيث قدم أنموذجاً ناجحاً في توجيه بلاده نحو الإصلاح.
وأضاف أن الأستاذ الدكتور حسن محمود الشافعي منح الجائزة لمبررات منها: باعه الطويل في خدمة العلوم الإسلامية، تدريساً، وتأليفاً وتحقيقاً وترجمة، وإسهامه في إنشاء الجامعة الإسلامية العالمية في إسلام آباد، ووضع مناهج كلياتها، وتولي رئاستها، وجهوده الكبيرة في إنشاء سلسلة من المعاهد التي تعنى بالدراسة الأزهرية، وخدمته اللغة العربية خلال رئاسته لمجمع اللغة العربية بالقاهرة.
وأشار "السبيل" إلى أن اللجنة قررت حجب جائزة الملك فيصل للدراسات الإسلامية وموضوعها "تراث الأندلس الإسلامي" لهذا العام؛ لعدم تحقيق الأعمال المرشحة معايير الجائزة.
وفي مسار جائزة الملك فيصل للغة العربية والأدب وموضوعها (دراسات الأدب العربي باللغة الإنجليزية) قَرَّرت اللجنة منح الجائزة لهذا (بالاشتراك) لكل من البروفيسورة سوزان ستيتكيفيتش، الأميركية الجنسية، الأستاذة في جامعة جورج تاون في الولايات المتحدة الأمريكية، والبروفيسور محسن جاسم الموسوي، الأمريكي الجنسية، الأستاذ في جامعة كولمبيا في الولايات المتحدة الأمريكية.
وأشار بأن البروفيسورة سوزان ستيتكيفيتش منحت الجائزة لمبررات منها: امتلاكها لمشروع نقدي علمي، تمثل في بحوثها ودراساتها التي شملت القصيدة العربية في عصورها المتعاقبة منذ العصر الجاهلي وحتى القصيدة الإحيائية في العصر الحديث، وتميزها في قراءة النص الشعري في سياق نظري محكم، ومنهج تحليلي رصين، ومحاولة جادة لتجديد المنظور النقدي للقصيدة العربية الكلاسيكية، عبر الاستعانة بعلوم الأنثروبولوجيا والنظرية الأدبية والبنيوية وما بعد البنيوية والفلكلور وتاريخ الأديان. وأصبحت دراساتها تشكل مدرسة متميزة في دراسة الأدب العربي.
أما البروفيسور محسن جاسم الموسوي، فأوضح أمين عام الجائزة أنه منح الجائزة لمبررات منها: تجديده في دراسات النثر العربي القديم والحديث. وتميز دراساته بنقد علمي، ومعرفة بالنظريات النقدية العالمية، ولتأثير دراساته وأبحاثه تأثيراً واسعاً وعميقاً على دارسي الأدب العربي في الغرب والعالم العربي، لما له من تميز في الطرح، والاستدلال، والتأويل النقدي، وكذلك انفتاحه على النص الإبداعي العربي والعالمي، سرداً وشعراً. وتناوله الأدب العربي بصفته أدباً عالمياً؛ وأضحى منظوره النقدي جسراً متيناً بين الثقافتين العربية والغربية.
وأبان أنه في مسار جائزة الملك فيصل للطب، وموضوعها "تقنيات تعديل الجينات"، قررت اللجنة منح الجائزة لهذا العام للبروفيسور ديفيد لو الأمريكي الجنسية، الأستاذ في جامعة هارفارد، ومعهد ماسيتيوشس للتكنولوجيا (MIT). وقد منح الجائزة لمبررات منها: إسهاماته الفعالة في تطوير ميكانيكية التعديل الجيني التي مثلت ثورة علمية، حيث طور الجيل الثاني من هذه التقنية، مما سيكون له تطبيقات فعالة في علاج الأمراض النادرة والشائعة. كما كان لجهوده العلمية دور كبير في التعرف على أساسيات وميكانيكية هذه التقنية، فيما يعد إنجازه في اختراع تقنيات التعديل القاعدي والتحرير الأولي، مساهمة متميزة في تطوير تقنيات التعديل الجيني لتصبح أكثر دقة وتطويعاً في التطبيقات الطبية.
ولفت بأنه في مسار جائزة الملك فيصل للعلوم "وموضوعها (الـريـاضـيـات)"، قررت اللجنة منح الجائزة لهذا العام بالاشتراك لكل من البروفيسور مارتن هايرر، البريطاني الجنسية، الأســـتاذ في Imperial College London، والبروفيسور نادر المصمودي، التونسي الجنسية، الأستاذ في جامعة نيويورك.
وأضاف أن البروفيسور مارتن هايرر منح الجائزة لمبررات منها: تميز أعماله في استحداث طرق مبتكرة في تحليل المعادلات التفاضلية العشوائية، والوصول لمنظور جديد في مجال الأنظمة العشوائية اللامتناهية، ثنائية الأبعاد المتكررة وغيرها مثل "معادلات نافييه-ستوكس" و"KPZ". كما أن تقديمه للتراكيب المنتظمة وفر إطاراً مرناً وواضحاً لعمليات فصل النواحي الجبرية، والاحتمالية والتحليلية في المعادلات التفاضلية الجزئية العشوائية التي تتطلب إعادة تقييمٍ ذاتي في الميكانيكا الإحصائية.
وأوضح أن البروفيسور نادر المصمودي منح الجائزة لمبررات منها: جهوده المتميزة في تحليل المعادلات غير الخطية التفاضلية والجزئية، وإسهاماته البارزة في النظريات الرياضية لديناميكيات الموائع من خلال إدخال تقنيات رياضية مبتكرة، خاصة دراساته لحالات الاستقرار أو انعدامه في حركة الموائع كما تصفها "معادلات نافييه-ستوكس" التي لم يتمكن علماء الرياضيات من وضع نظرية أساسية تتعلق بحلها ليقوم المصمودي لاحقاً بتطوير أعمال الفيزيائي الروسي "ليف لانداو" في مجال إحصائيات السوائل.