لم يكن يعلم الشاب سعيد محمد الزهراني ابن العشرين ربيعًا، والذي كان يحلم أن يلتحق بكلية الملك خالد العسكرية، بعد أن تخرج من الثانوية العامة حديثًا، أن يقف حادث مروري مروع تعرض له قبل شهر، سدًا ذريعًا أمام تحقيق أحلامه وأمنياته، حيث لا يزال ملازمًا للسرير الأبيض، فاقدًا للوعي متنقلاً بين ثلاثة مستشفيات.
وتفصيلاً، روى والده محمد الزهراني لـ "سبق" تفاصيل الحادث الأليم الذي تعرض له ابنه "سعيد" وابن خاله الذي قضى نحبه، وعن قصة انتشالهما بعد 6 ساعات من وقوع الحادث، حيث قال :"في منتصف مساء التاسع من شهر شوال الماضي، تعرض ابني سعيد هو وابن خاله إلى حادث مروري على الطريق الرابط بين محافظة قلوة ومحافظة الحجرة، نتج عنه وفاة ابن خاله، بعد أن سقطت مركبتهما من مكان شاهق على الطريق ذاته، حيث لم يشعر أحد من سالكي الطريق بالحادث لبعد مسافة سقوط المركبة عن الطريق، فيما تم إنقاذهما في الصباح الباكر أي بعد ست ساعات من وقوع الحادث، عن طريق آليات من الدفاع المدني والجهات المعنية الأخرى، بعد أن تتبع والده الطريق المؤدي للمكان الذي ذهبا إليه في المساء".
وأضاف: تم نقل ابني إلى مستشفى قلوة، وبسبب قلة الإمكانات في المستشفى تم تحويله إلى مستشفى الملك فهد بالباحة، ومكث فيه قرابة الأسبوع، وبعد شكاوى ومطالبات تم إحالته لمستشفى النور التخصصي بمكة، ولا يزال منوّمًا في العناية المركزة بالمستشفى ذاته دون تدخل طبي لإنقاذه، متهمًا المستشفى بالإهمال وعدم الاهتمام بفلذة كبده.
وتابع : تحولت فرحتنا بتخرج ابننا من الثانوية العامة إلى أحزان ومطاردة وراء المستشفيات، من أجل الحصول على علاج، وتبخر حلم الالتحاق بكلية الملك خالد العسكرية والتي كان يستعد ابني للالتحاق بها إلى غيبوبة ومعاناة داخل أروقة المستشفيات.
وأشار والده إلى أن مستشفى الباحة شخَّص حالة ابنه أنه يعاني رضوضًا في إحدى الفقرات بالعمود الفقري فيما كان لأطباء مستشفى النور كلام آخر؛ إذ أفادوا بأن الحبل الشوكي مقطوع تمامًا، لافتًا إلى أن التناقضات بين المستشفيين قادته إلى تقديم شكوى لوزارة الصحة ولكن لم ينظر فيها حتى اللحظة - على حد قوله.
وطالب المسؤولين في وزارة الصحة بضرورة نقل ابنه إلى مستشفى متخصص سواء داخل أو خارج المملكة بأسرع وقت ممكن.