توعد متحدث وزارة العمل والتنمية الاجتماعية، خالد أبا الخيل، بملاحقة كل أم أو أب يستغل أطفاله للتكسب المادي أو الشهرة، وتجاوب مع الحملة التي أطلقها المجتمع "أطفال بلا طفولة"، وطالب عبر حسابه بـ"تويتر" الإبلاغ عن أي استغلال للطفل أو الطفلة بغرض التكسب أو الشهرة من خلال الرقم (1919). وأشار إلى أنه تم مخاطبة الجهات الأمنية لاستدعاء بعض أولياء الأمور الذين يظهر أطفالهم في مواد إعلامية تحرمهم من الطفولة وقال: "لن نرضى بأي تجاوز لنظام حماية الطفل" .
ومن جانبها جرمت الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان ظاهرة تصوير الأطفال على وسائل التواصل الاجتماعي واستغلالهم بغرض الشهرة.
وأكدت الجمعية أن كل طفل عمره أقل من 18 عاماً يظهر في مقاطع أو مشاهد لا تتناسب مع الذوق العام سيتعرض ولي أمره للمساءلة القانونية، وقد تصل العقوبة إلى سنة وغرامة 50 ألف ريال.
ومن جهة أخرى تواصلت "سبق" مع الدكتور أحمد الشيمي المستشار التربوي والنفسي للحديث عن الآثار السلبية المترتبة على تلك الشهرة والاستغلال، وقال لـ"سبق": لقد أصبح هوس الشهرة غولاً يلتهم رؤوس الآباء، ويبث فيها سمومه، حيث يجعل الآباء غير المسؤولين طفلهم "أمام إغراء الشهرة والمال" يمر بتجربة قبل أوانها دون أن يكون لديه المهارات والإمكانيات الحياتية، والمهنية التي تؤهلهم من المرور من هذه التجربة الكبيرة على عقولهم وقلوبهم دونما خسائر فادحة على نفسياتهم.
وتابع: "إن مما لا شك فيه أن وجود نجم في سن مبكرة، سيؤثر يقيناً على نفسيته؛ لأنها غير مهيأة أو مستعدة للتعامل مع الشهرة والأضواء، وسيحدث تداخل بين مراحل الطفل العمرية، حيث انتزعت مرحلة دور مرحلة أخرى لدى الطفل مما يحدث اضطراباً نفسياً يؤثر حتمًا على الطفل، وأغلب الظن سيؤدي إلى فشله المدوي لاحقاً، وهناك أمثلة كثيرة في مجتمعاتنا العربية مرت بهذه التجربة وكان مصيرها المستقبلي مشؤومًا .
وقالت المستشارة النفسية عبير دقمة لـ"سبق": عند استغلال الطفل من قبل الوالدين في وسائل التواصل الاجتماعي وذلك من أجل الشهرة وكسب المال، لها الأثرالكبير النفسي والعقلي والسلوكي التي تظهر على الطفل، حيث إن الطفل في مراحل نموه الطبيعية لديه حاجات يجب على الوالدين تحقيقها لنمو طفل سليم خالٍ من المشكلات النفسية، منها حاجة الطفل للشعور بالأمان والاطمئنان ويحققها له الوالدان عن طريق الحماية والاهتمام". وبينت: "عند استغلال الطفل عبر التواصل ومخالطة الغرباء والأكبر منه سناً والتصرف بتصرفات لإثارة والإعجاب يشعر الطفل بالخوف وعدم الأمان، بالإضافة إلى تعرضه للاستغلال والتحرش الجنسي والاعتداء من المحيطين. وأضافت المستشارة النفسية: "أيضًا الطفل المستغل لأغراض الشهرة يفتقد إلى تقدير الذات بالشكل الطبيعي، ويسلب منه حقه بإعطائه الحرية لاختيار هواياته وتنميتها بالصورة المناسبة، مما يسبب له القلق والتوتر المستمر يؤدي به إلى الاكتئاب .
وبدوره أوضح المستشار القانوني عبدالله العنزي لـ"سبق" العقوبات القانونية التي يتعرض لها الوالدان في استغلال الطفل للشهرة أو التكسب، بقوله: "استغلال الطفل من قبل أولياء أمره وأقاربه أو من الغير يعتبر من الإيذاء به، وممارس استغلال الطفل يعتبر مخالفاً لنظام حماية الطفل الصادر بالمرسوم الملكي رقم م/14 وتاريخ 3/2/1436هـ، حيث ورد تعريف الإيذاء في المادة الأولى من النظام بأن الإيذاء هو كل شكل من أشكال الإساءة للطفل أو استغلاله أو التهديد بذلك.وبين العنزي: "أن الإساءة تكون مادية ومعنوية نفسية تعرض الطفل للإساءة لسوء التعامل، وصور وأشكال استغلال سوء التعامل مع الطفل كثيرة، ومنها استغلال الطفل للشهرة أو التكسب المادي سواء كان من الوالدين أو الأقارب أو غيرهم.
وتصوير الأطفال ونشرهم على مواقع التواصل الاجتماعي، ومنها السناب شات والانستقرام وغيرها يعتبر مخالفاً للنظام وتمكين الطفل من قبل الأب أو الأم من تصوير نفسه وممارسة التصوير والنشر في مقاطع لا تتناسب مع سنه أو مقاطع للضحك والسخرية يعتبر إفراطًاً وتقصيراً في حماية الطفل، لأنه غير راشد وغير مسؤول عن تصرفاته.