
زار وزير الأوقاف المصري الدكتور محمد مختار جمعة جناح المملكة العربية السعودية المشارك ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 49.
وكان في استقبال "جمعة" ومرافقيه، الملحق الثقافي السعودي لسفارة خادم الحرمين الشريفين بالقاهرة الدكتور خالد بن عبدالله النامي.
وأعرب الوزير المصري عن سعادته بزيارة جناح المملكة؛ مؤكداً أنه متميز وجذاب وثمن العلاقة الوطيدة وأواصر الروابط والمحبة بين السعودية ومصر.
وقال "جمعة": العلاقة بين الدولتين الشقيقتين تتجاوز كل ما يوصف به من علاقات الأخوة إلى التلاقي الكبير في كل المجالات، كما أن مصر والمملكة جناحا هذه الأمة التي لا يمكن أن تطير بجناح واحد دون الآخر.
وأضاف: التاريخ يشهد بأن استقرار المنطقة لا يأتي إلا بالتعاون بين البلدين ونأمل أن تستعيد الأمة جوانب قوتها في ظل استقرار ومتانة العلاقة بين مصر والسعودية، فالعلاقة القوية بين البلدين تساهم في الاستقرار الإقليمي والعالمي.
وأردف: اللافت للنظر هو المشاركة الواسعة لجناح المملكة في معرض الكتاب الذي يؤكد أهمية الثقافة في بناء الإنسان والتواصل الثقافي بين المجتمعات، وأن معارض الكتاب هي أقوي وسيلة للتواصل الحضاري والإنساني والوقوف على ما أنتجه العقل البشري والإنساني .
وأشاد "جمعة" بحجم المشاركات والتنوع والتعدد الثقافي الذي يبرز الوجه الثقافي والحضاري للمملكة.
وقال الوزير المصري: المشكلة التي تجر نحو الجمود والتطرف هي مشكلة الثقافة، ونحن في حاجة لخطاب ديني وثقافي عقلاني ورشيد يؤمن بالآخر والتعددية والحوار مع الآخر، وأن تحريف النصوص وتوظيف الدين لمصالح أيديولوجية خاصة لا يصب إلا في مصلحة الجماعات الإرهابية.
وأضاف: الثقافة هي حصن كبير جدا ضد الإرهاب ومواجهة الفكر لا تتم إلا بالفكر والعقل والمنطق، لذا فنحن نحتاج إلى خطاب وسطي حقيقي لا يقبل التشدد لأن الفكر المنحرف وقود لهدم الدول.
وأردف: العلاقة بين الدين والدولة ليست علاقة عدائية ولن تكون، فالدولة الرشيدة صمام أمان للدين الرشيد، والخلل يعود إلى فهم العلاقة بين الدين والدولة بشكل خاطئ.
وكان "النامي" قد اصطحب وزير الأوقاف ومرافقيه في جولة تفقدية داخل أروقة الجناح وتوقف "جمعة" أمام مشروع "السلام عليك أيها النبي" واستمع إلى شرح وافٍ عن توثيق السنة النبوية من الدكتور ناصر الزهراني مسؤول المشروع.
وقال وزير الأوقاف: يحسب للمملكة دعمها كدولة لنشر هذا المشروع عن سيرة النبي الكريم موثقة من خلال سنته، ونحن في حاجة لدراسة السنة ونأمل أن تشهد المرحلة القادمة الانتقال من توثيق السيرة إلى فهم السيرة.
ولفت إلى التعاون الوثيق بين وزارتي الأوقاف المصرية والسعودية وجميع المؤسسات الدينية في البلدين لنشر الإسلام الوسطي وخدمة السيرة النبوية الشريفة.
وأشاد بوجود مسرح داخل الجناح السعودي، وقال: لسنا ضد الإبداع الراقي والفن المنضبط بالضوابط الإنسانية فنحن لسنا منغلقين، ويمكن توجيه الإبداع لخدمة الثقافة والوطن.
وقد رافق الوزير، الدكتور أحمد عجبية الأمين العام للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، والدكتور أحمد معبد أستاذ الحديث بجامعة الأزهر وعدد من قيادات الوزارة.
وفي نهاية الزيارة؛ اصطحب الوزير الملحق الثقافي السعودي إلى جناح المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية المشارك بفعاليات المعرض.