أكد المستشار الأمني وخبير العلاقات الدولية الدكتور أحمد الأنصاري لـ "سبق" أن القيادة السعودية منذ عهد الملك فيصل رحمه الله وحتى عهد الملك سلمان حفظه الله، حرصت على وحدة دول الخليج العربي وحماية أراضيه ضد الأطماع المحدقة به والتي تسعى إلى تشتته وخراب دوله ودمارها.
وقال الدكتور الأنصاري إنه منذ بداية السبعينيات الميلادية من القرن الماضي سعت المملكة العربية السعودية إلى وحدة دول الخليج العربي فكانت دعوة الشهيد الملك فيصل بن عبدالعزيز إلى جميع دول الخليج في دولة واحد تشمل الأعضاء الستة المشكلين لدولة الإمارات العربية المتحدة إضافة إلى قطر والبحرين، ونجحت الفكرة واتحدت الإمارات الأعضاء في دولة الإمارات العربية المتحدة وانسحبت مملكة البحرين وإمارة قطر من هذا الاتحاد.
وأضاف الأنصاري أن جهود المملكة لم تتوقف عند ذلك الحد، بل إن قيام مجلس التعاون لدول الخليج العربي هو في الأساس فكرة سعودية تبلورت بعد قيام ثورة الخميني في العام 1979م وما تلاها من تهديدات أطلقها هذا النظام الفاشي ضد دول الخليج العربي التي وجدت أن النظام الإرهابي يهدد بقاءها ولن تستطيع مواجهتها منفردة.
وأبان أن هذه الجهود توجت برؤية الملك فهد رحمه الله بإنشاء مجلس التعاون لدول الخليج العربي وإنشاء مؤسسات عسكرية وأمنية ومدنية تخدمه من بينها قوة درع الجزيرة وخدمة دول ومواطني المجلس سعياً إلى الوصول إلى الحلم الأساسي بتكوين دولة اتحادية قوية تضم جميع الدول الأعضاء فيه.
واستطرد "الأنصاري” أنه بعد تولي الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز رحمه الله مقاليد الحكم كانت له رؤية واضحة بالانتقال من مرحلة التنسيق إلى مرحلة الوحدة والاتحاد بين الدول الأعضاء، وقد وجدت هذه الدعوة الترحيب من بعض الدول الأعضاء كمملكة البحرين ودولة الإمارات العربية المتحدة في حين رفضتها دولة قطر وطلبت الدول الباقية مزيداً من الوقت لاتخاذ قرارها.
وأفاد “الأنصاري” أن المملكة وقيادتها استمرت بالسعي للتنسيق مع الأشقاء في توحيد الصفوف والمواقف تجاه الخطر الذي يواجه هذه المنطقة والمتمثل في الإرهاب الإيراني ومحاولاته المستميتة لتصدير ثورته الإرهابية، وانضم إليه النظام التركي ومع الأسف وجد عميلاً له في الدوحة يمول مخططات هذين النظامين الإرهابيين.
وأردف أن وجهة نظر المملكة ومواقفها بقيت بقيادة خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله من أجل زيادة التنسيق بين الدول الأعضاء في المجلس التي تعي خطر هذين النظامين على مستقبل شعوب المنطقة واستقرارها ورفاهيتها.
وبين خبير العلاقات الدولية أن هذه الجهود وجدت آذاناً صاغية لدى القيادات الرشيدة في المجلس ولا سيما أن القيادات الجديدة في الكويت وسلطنة التي انتهجت الحزم ومواجهة المخططات الإيرانية والتوسع التركي عبر ذراعه الإخوان المسلمين الذين وجهت لهم ضربات مؤلمة في دولة الكويت.
واختتم الأنصاري تصريحه بقوله إن الدور المحوري للمملكة في استمرار منظومة عمل مجلس التعاون لدول الخليج العربي الذي عصفت به رياح قوية كادت أن تؤدي إلى تفككه وزواله وهو ما كان يتمناه الشامتون والحاقدون على هذه المؤسسة التي تعتبر أنجح مؤسسة عمل في العالم العربي والتي استمرت لما يقارب الـ 40 عاماً، حيث إن ما يجمعها في الأساس هو تشابه الأنظمة الحاكمة والعادات والتقاليد والعلاقات الأسرية التي تربط شعوب دوله قبل أن يكون هناك أي تنسيق أو رؤى سياسية.