تواصل السلطات المصرية، جهودها لتعويم سفينة الحاويات العملاقة "ايفر غيفين"، مستمرة لإعادة فتح القناة أمام العديد من السفن الأخرى التي تنتظر العبور، طبقًا لـ(CNN).
وأظهرت صور جوية نشرتها "بلانيت لاب" التي تظهر العشرات من السفن المتوقفة لحين إتمام عمليات التعويم وإعلان إعادة فتح القناة بعد إعلان هيئة قناة السويس تعليق الحركة فيها مؤقتًا، الخميس.
ويذكر أن الحادث "يعود بشكل أساسي إلى انعدام الرؤية الناتجة عن سوء الأحوال الجوية نظرًا لمرور البلاد بعاصفة ترابية، بلغت معها سرعة الرياح 40 عقدة؛ مما أدى إلى فقدان القدرة على توجيه السفينة ومن ثم جنوحها.."؛ وفقًا لبيان سابق عن الهيئة.
السفينة العالقة التي يبلغ وزنها 224 ألف طن كانت في طريقها إلى ميناء روتردام في هولندا عندما خرجت عن مسارها. وقالت الشركة المشغلة للسفينة في بيان: إن السفينة - التي يبلغ ارتفاعها 400 متر تقريبًا مثل ارتفاع مبنى إمباير ستيت - محصورة عبر ممر تجاري حيوي عند علامة القناة (الكيلو 151).
وسلطت صحيفة "غازيتا" الروسية الضوء على أزمة تعطل الملاحة عبر قناة السويس، التي تعد أحد أهم شرايين التجارة في العالم، وتأثير الأزمة على التجارة العالمية وأسواق النفط.
ووفقًا لتقرير الصحيفة: فإن تكلفة الشحن البحري قد قفزت بشكل كبير بسبب ازدحام سفن الشحن أمام قناة السويس بعد تعطل الملاحة بسبب جنوح سفينة حاوية في القناة.
وتعطل الملاحة عبر القناة يكلف التجارة العالمية قرابة 400 مليون دولار في الساعة ما يعادل نحو 6.66 مليون دولار في الدقيقة، ومع تعطل الملاحة ارتفع سعر شحن الحاوية الواحدة من الصين إلى أوروبا إلى 8000 دولار؛ ما يساوي 4 أضعاف السعر الذي كان العام الماضي.
ووفقًا لتقرير وكالة "بلومبرغ": فإن حادثة السفينة في القناة ستؤخر تسليم منتجات نفطية بقيمة نحو 10 مليارات دولار؛ الأمر الذي قد يؤثر على أسعار النفط في الأسواق العالمية.
وفي حال قررت السفن الإبحار عبر الطريق البديل من خلال رأس الرجاء الصالح، فإن المسار سيزيد بمقدار 9.65 ألف كيلومتر، ويعني أن تكلفة نقل البضائع ستزيد بما لا يقل عن 300 ألف دولار.
من جهتها توقعت وزارة الخارجية الروسية أن فتح طريق الملاحة عبر القناة قد يستغرق عدة أسابيع؛ لذلك يمكن تخيل الخسائر الفادحة التي ستتكبّدها التجارة العالمية؛ حيث تعد قناة السويس واحدة من أكثر طرق التجارة ازدحامًا في العالم؛ حيث يمر عبرها ما يقرب من 12% من إجمالي التجارة العالمية.
وتقدر شركة Lloyd's حركة مرور القناة باتجاه الغرب بحوالي 5.1 مليار دولار يوميًّا، وحركة المرور المتجهة شرقًا بحوالي 4.5 مليار دولار يوميًّا.
وفي مؤشر على حساسية الوضع، ذكرت صحيفة "غازيتا" أن "طابور السفن أمام القناة وصل حتى الهند"، وذلك كتشبيه بأن عدد السفن الواقفة أمام القناة بات كبيرًا.
ووفقًا لبيانات "بي بي سي" التي استندت إلى المعلومات الواردة من أجهزة تتبع الملاحة: فإن أكثر من 160 سفينة عالقة أمام القناة، وتتضمن هذه السفن 24 ناقلة نفط، وسفن تشحن سلعًا استهلاكية.