نجح مركز الأبحاث الزراعية بجازان في جلب 60 نوعاً من أنواع المانجو من بلدانها المختلفة، وتكرر نجاح الزراعة وجني الثمار، حيث تأخر بعض الأنواع في محصوله، بينما أنتج البعض الآخر محصولين في العام الواحد، كمانجو هندية الأصل تدعى "نوم دك ماي" التي أثمرت أيضاً في منطقة جازان.
ونجحت مجموعة تجارب أجراها المركز على الفواكه الاستوائية الغريبة، في إنتاج ثمار استُهلكت، وهي ذات رواج في بلدانها الأصلية، في الوقت الذي لم يلتفت لها آلاف المزارعين في المملكة.
ويسجّل المركز نجاحات متتالية في استزراع كميات كبيرة من الأشجار المستوردة، كشجرة "البابايا"، ويُطلق على نوعها المحلي في جازان "عنبرود"؛ حيث يتميز "البابايا" الصيني بتلقيحه ذاتياً، بينما يحتاج "العنبرود" إلى شجرتين "ذكر وأنثى" لعملية التلقيح.
وأبرز المركز حلولاً للمزارعين في تغيير صنف المانجو بعملية التطعيم، التي تتم من خلال قطع الشجرة ثم تركيب غصن آخر من نوع آخر وربطه على الشجرة المقطوعة لتلتئم مع بعضها وتنمو مجدداً.
ومن تلك التجارب الناجحة لنباتات غريبة عن المنطقة كفاكهة الكاجو، وهي الفاكهة الوحيدة التي تكون بذورها خارجها، وتتحول لمكسرات شهيرة بذات الاسم غالباً، وهي فاكهة ذات طعم لذيذ؛ حيث اكتشف المركز مناسبة بيئة منطقة جازان لزراعتها، إلا أنها لم تلقَ رواجاً بين المستثمرين في قطاع الزراعة.
وقال مدير عام مركز الأبحاث الزراعية بجازان المهندس أحمد بن علي السلامي: نجح المركز في الحصول على سلالات ممتازة للعديد من المحاصيل كمحاصيل الحبوب ومنها الذرة الشامية "البيضاء والصفراء" والذرة الرفيعة المحلية "الشهلاء والحمراء" ومحاصيل الزيوت "السمسم والفول السوداني وفول الصويا ودوار الشمس" ومحاصيل القطن وبنجر السكر والأعلاف بأنواعها، كما نجحت زراعة أكثر من 60 صنفاً من المانجو.
وأضاف "سلامي" لـ"سبق": دأب المركز منذ إنشائه عام 1392هـ على تقديم الخدمات والاستشارات الزراعية والدارسات والأبحاث الكفيلة بتنمية وتطوير الزراعة في منطقة جازان وخدمة المزارعين بالمنطقة وغيرها من مناطق المملكة.
وأردف: المركز يهدف إلى تنمية المنطقة زراعياً ويضم ثلاثة مشاتل: أولها لأبحاث إكثار المانجو على مساحة 2880 متراً مربعاً، وآخر يعنى بأبحاث إكثار الجوافة والتين على مساحة2480 متراً مربعاً، والأخير لإكثار نباتات الزينة والحرجيات بمساحة 2550 متراً مربعاً.
وأكد أهمية الدور الإرشادي والتوعوي الذي يقوم به المركز في خدمة المزارعين من أبناء المنطقة، مما أسهم في التوسع في زراعة الفواكه والخضراوات والحبوب التي أثبت الباحثون بالمركز نجاحها من خلال القيام بالزيارات الميدانية لمزارع المواطنين وتقدم الإرشادات المناسبة لهم ومساعدتهم في المجالات التوعية بطرق الزراعة والري وشبكات المياه وغيرها.
وقال "سلامي": المركز يشجع المزارعين على زراعة الأصناف الجديدة من الفواكه ذات الجودة العالية من حيث النوع وغزارة الإنتاج على امتداد سهول تهامة من منطقة جازان جنوباً إلى منطقة تبوك شمالاً مروراً بعسير والباحة والقنفذة ومكة المكرمة وينبع وغيرها من المناطق الساحلية وتقديم المشورة والإرشاد لهم في تلك المناطق.
وأضاف: مركز الأبحاث الزراعية بجازان حقق العديد من النجاحات والإنجازات التي سجلت خلال الأربعة عقود الماضية، وأسهمت في رفع مستوى الثقافة والوعي لدى المزارعين والانتقال بهم من زراعة الحبوب التي تستهلك الكثير من المياه والجهد دون أن يكون لها مردود اقتصادي يوازي ما يحصلون عليه من زراعة المانجو والتين وغيرها من الفواكه التي جادت بها أرض جازان.