أكد استشاري الغدد الصماء والسكري للأطفال بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة البروفيسور عبدالمعين عيد الأغا، أن الدراسة والتجربة العالمية التي أجريت على أحد مرضى السكري "النمط الأول" المعتمد على الأنسولين عبر العلاج بالخلايا الجذعية يشكل بصيص من الأمل وبشرى سارة في نجاح التجربة وتطبيق العلاج بالخلايا الجذعية على مستوى أكبر من المرضى.
وقال "الأغا": في الوقت ذاته ندعو جميع المرضى "سكري النوع الأول" إلى عدم الاندفاع والحماس الزائدين، إذ ما زال أمامنا الكثير من الوقت حتى يظهر هذا العلاج للعالم بصورته النهائية وقد يستغرق ذلك بعض السنوات.
وأضاف: المؤشرات الأولية التي توصل إليها الباحثون من خلال هذا المريض ويدعى براين شيلتون (64 عامًا) تعطي آمالًا كبيرة للمرضى الآخرين مستقبلاً، إذ تمت متابعة مستوى السكر لدى المريض لمدة ثلاثة أشهر، وكانت النتائج مبشرة بالخير.
وأردف لـ"سبق": العلاج الذي لا يزال قيد التجربة طوّره عالم الأحياء بجامعة هارفارد الأميركية دوغ ميلتون وفريق من الباحثين المعاونين له على مدى عقود، وتجري الآن تجربته على متطوعين مصابين بالسكري من النوع الأول، وتشرف إحدى شركات الأدوية الأمريكية على التجارب السريرية للعلاج الجديد.
وتابع: العلاج عبارة عن حقنة من الخلايا تم تطويرها من خلايا جذعية لكنها تشبه خلايا البنكرياس المنتجة للأنسولين التي يفتقر إليها جسمه، إذ استطاع جسم شيلتون الآن بفضل العلاج التحكم تلقائيًا في مستويات الأنسولين والسكر في الدم .
وقال "الأغا": التجربة اليتيمة والناجحة على مريض واحد فقط لا يمكن الحكم عليها بصورتها النهائية، فذلك يحتاج إلى تجارب ودراسات سريرية على مستوى أكبر على مرضى النوع الأول المعتمد على الأنسولين، فالهدف من العلاج بالخلايا الجذعية هو تحفيز خلايا البنكرياس على إفراز الأنسولين بالشكل الطبيعي، ودون الحاجة إلى تعاطي الانسولين كما هو حال المرضى الآن.
وأضاف: بشكل عام؛ فإن هذه التجربة تعطي الآمال في التوصل إلى علاج نهائي لسكري النمط الأول خلال السنوات القادمة.
وأشار "الأغا" إلى أنه في حال نجاح جميع التجارب المتعلقة بالخلايا الجذعية مستقبلاً؛ فإن ذلك يعني إنجازًا علميًا غير مسبوق، وخصوصًا أن العالم وتحديدًا مرضى السكري المعتمدين على الأنسولين احتفلوا هذا العام بمرور 100 عام على اكتشاف الأنسولين، ويعني ذلك أنه قبل قرن من الزمن احتفل الباحثون بالتوصل إلى علاج أنقذ حياة الملايين من البشر المصابين بالسكري النوع الأول وهو "الأنسولين"، فيما يترقب الجميع التوصل إلى علاج نهائي ينهي معاناة مرضى السكري من جرعات الأنسولين والتبعات النفسية.
وجدد البروفيسور "الأغا" التأكيد على أهمية التجربة العالمية التي أجريت على المريض الفردي، على أمل إجراء المزيد من الدراسات والأبحاث على مرضى آخرين، للوصول إلى علاج نهائي يحمل البشرى لجميع المرضى.
وقال: شهدت الساحة الطبية سابقًا الكثير من الجدل حول العلاج بالخلايا الجذعية بعد فشل الكثير من التجارب التي أجرتها الكثير من المراكز العالمية غير المعتمدة على مرضى السكري والذين وقعوا ضحايا سواء ماديًا أو نفسيًا وصحيًا، إذ عادوا مجددًا للعلاج بالأنسولين.
وأضاف: الوقت ما زال مبكرًا حتى الآن في التوصل النهائي لعلاج السكري النوع الأول والاستغناء عن الأنسولين.