انطلقت اليوم الدورة التدريبية الأولى في تربية النحل وإنتاج العسل التي يعقدها معهد جمعية النحالين التعاونية الدولي بالباحة، لنزلاء إدارة السجن العام بمنطقة الباحة، والتي تستمر لمدة خمسة أيام.
يأتي ذلك تفعيلاً للشراكة بين المديرية العامة للسجون، وجمعية النحالين التعاونية بالباحة؛ حيث يتم خلال الدورة تدريب النزلاء على أساسيات تربية النحل وإنتاج العسل، وتأهيلهم للالتحاق ببرامج تخصصية في تربية الملكات، وإنتاج الغذاء الملكي، وإنتاج حبوب اللقاح، وغيرها من البرامج التي يقدمها معهد جمعية النحالين التعاونية بالباحة. وقد بلغ عدد النزلاء الملتحقين بالبرنامج التدريبي ٨٠ نزيلاً.
وأكد المشرف العام على المعهد رئيس مجلس إدارة جمعية النحالين التعاونية بالباحة البروفيسور أحمد الخازم، أن هذه الدورة تستمر لمدة خمسة أيام، وتغطي جميع مواضيع أساسيات تربية النحل وإنتاج العسل، وتهدف إلى تزويد المتدربين بالمعارف والمهارات اللازمة، وسيتم منح شهادات معتمدة من مؤسسة التعليم الفني والتدريب المهني ومن المعهد.
وأضاف: كما أن هذه الدورة تؤهل المتدربين للالتحاق بالدورات المتقدمة في المجالات المتخصصة مثل تربية الملكات، وإنتاج الغذاء الملكي، وإنتاج حبوب اللقاح، وإنتاج الشمع، إنتاج خبز النحل، إدارة المناحل، أمراض النحل، وغيرها من البرامج التي يقدمها المعهد.
وتابع الدكتور الخازم أن دورات المعهد تهدف أيضًا إلى مساعدة المساجين على فتح مشاريعهم الخاصة بعد انتهاء محكوميتاهم، خاصة في ظل الطلب الكبير على العسل ومنتجات النحل الأخرى، وفي ظل الدعم الكبير والتسهيلات التي تقدمها الدولة من خلال مشروع التنمية الريفية المستدامة، الذي تنفذه وزارة البيئة والمياه والزراعة، ومن خلال تسهيلات الإقراض التي يقدمها صندوق التنمية الزراعية لمشاريع النحل، والفرص التي تقدم من جهات أخرى مثل بنك التنمية الاجتماعية والهيئة العامة للمنشأة الصغيرة والمتوسطة وغيرها.
وعن الشراكة بين إدارة السجون وجمعية النحالين بالباحة؛ أفاد الخازم أنها تشتمل على تدريب المساجين وتأهيلهم لبدء مشاريعهم الناشئة والصغيرة عند انتهاء محكوميتاهم، وإتاحة الفرصة للمساجين ذوي المهارات للعمل في الجمعية، والتعاون بين الجمعية والسجون في تصنيع بعض أدوات ومستلزمات تربية النحل داخل السجن.
وبخصوص الخدمات التي تقدمها الجمعية بعد التدريب؛ أوضح الخازم أن دور الجمعية لا ينتهي بالتدريب ولكن تساعد الحاصلين على الدورات في الحصول على قروض خاصة من صندوق التنمية الزراعية؛ حيث إن هناك شراكة تعاون بين الصندوق والجمعية تتيح لخريجي المعهد الحصول على قروض تصل إلى 200 ألف ريال من الصندوق من خلال وتحت إشراف الجمعية، وتشمل الخدمات الأخرى التي تقدم لأصحاب المشاريع المساعدة في تسويق منتجاتهم، وتقديم الخدمات الإرشادية، وتوفير جميع الأدوات والمستلزمات وغير ذلك.
من ناحية أخرى أوضح الخازم أن معهد جمعية النحالين التعاونية الدولي درّب حتى الآن أكثر من 700 متدرب؛ 90% منهم من محافظات منطقة الباحة، والباقون من مناطق المملكة الأخرى، كما أن المعهد نفذ دورات للمتخصصين من وزارة البيئة والمياه والزراعة، ونظم ست دورات للمتخصصين من الدول الخليجية لصالح المنظمة العربية للتنمية الزراعية ضمن برنامج تأهيل المتخصصين في دول الخليج، وينفذ المعهد دورات في جميع مناطق المملكة، سواء بالتنسيق مع جمعيات النحالين أو فروع وزارة البيئة والمياه والزراعة، أو أي مجموعات ترغب في التدريب.
وزاد: كما أن المعهد دعم تأسيس 500 مشروع ناشئ ضمن مبادرة شركة أرامكو لتطوير منتج العسل في الباحة؛ حيث شمل المشروع تجهيز منحل للذي اجتاز الدورة يحتوي على خلايا وطرود نحل وجميع أدوات ومستلزمات تربية النحل.
وأوضح الدكتور الخازم أن جميع البرامج مجانية حتى تاريخه، وأن الجهود التي تقوم بها الجمعية تأتي مواكبةً لرؤية المملكة 2030؛ التي من ضمن المبادئ التي تقوم عليها مبدأ أن (نتعلم لنعمل) بهدف الاستفادة من طاقات أفراد المجتمع وتزويدهم بالمعارف والمهارات اللازمة التي تمكِّنهم من إنشاء مشاريعهم وإدارتها وتطويرها.
في الختام شكر الدكتور الخازم الإدارة العامة للسجون وسجون الباحة والقائمين عليها؛ على حرصهم ودعمهم لتفعيل الاتفاقية التي وقعت بين الجمعية والسجون بحضور أمير المنطقة.
بدوره قال مدير سجون منطقة الباحة العميد معيض بن أحمد القحطاني: إن إقامة مثل هذا البرنامج التدريبي سيكون له -بدون أدنى شك- الأثر الكبير في فتح مجالات وفرص عمل للنزلاء بعد خروجهم من السجن؛ مؤكدًا أن البرنامج يعد بداية مباركة لمزيد من التعاون والعطاء بين جمعية النحالين ومديرية السجون بالمنطقة لما فيه الخير والنفع للنزلاء.
