"تركي الفيصل" مذكراً بنظرية "الإناء والكلب": الإيرانيون قالوا إنهم يريدون مكة والمدينة

قال: أنا لا أفهم لماذا لا يأخذهم البعض على محمل الجد .. لا يُظهرون علانية ما يُبطنون
"تركي الفيصل" مذكراً بنظرية "الإناء والكلب": الإيرانيون قالوا إنهم يريدون مكة والمدينة

اعتبر الرئيس الأسبق للاستخبارات العامة السعودية الأمير تركي الفيصل؛ أن ما أجبر طهران على الجلوس للمفاوضات في عام 2009 حول البرنامج النووي كانت العقوبات القاسية، لافتاً إلى ضرورة إجماع عالمي على مواجهة إيران لإيجاد حل للأوضاع المتوترة في الخليج.

وأشار الأمير تركي الفيصل، خلال حوار أجراه مع صحيفة "دي فيلت" الألمانية، إلى أن الإيرانيين لا يظهرون علانية ما يبطنون، فهدفهم النهائي هو استهداف دول الخليج، مشدداً على ضرورة عدم استبعاد العقوبات العسكرية.

وأضاف، بحسب ما نقلت "سبوتنيك عربي": "لقد قالوا بالفعل، إنهم يريدون الأماكن المقدّسة في مكة المكرّمة والمدينة المنوّرة، أنا لا أفهم لماذا لا يأخذهم البعض على محمل الجد في هذا الخصوص".

ورداً على سؤال بشأن اتجاه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب؛ للتفاوض مع إيران، قال الأمير تركي الفيصل، إن "ترامب سيفعل ذلك فقط بالشروط التي صاغها بما في ذلك الكشف الشامل عن البرنامج النووي الإيراني، ووقف برنامج الصواريخ، وإنهاء الدعم للميليشيات في البلدان الأخرى، بينما في المقابل يريد الأوروبيون إجراء محادثات مع إيران بأيّ ثمن".

وأوضح بالقول: "منذ البداية، كانت إستراتيجية إيران تكمن في تضييق المفاوضات حول القضية النووية، والرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما؛ اقتنع بذلك منهم، لكن ألق نظرة على ما فعله الإيرانيون عندما حصلوا على الصفقة النووية في جيوبهم".

وتابع: "هل كانوا يجلسون في مكاتبهم ويقولون: عظيم، الآن يمكننا أخيرا بناء الطرق والمدارس لشعبنا؟ على الإطلاق، لقد دعموا الميليشيات وقتلوا الناس في أوروبا، ومن كل هذا، لا تمنعهم الصفقة النووية. باختصار، دونالد ترامب محق في ذلك".

وأشار إلى أن وزير الخارجية الأسبق الأمير سعود الفيصل، ضـرب مثلاً للطريقة الإيرانية في المفاوضات بعالم آثار أوروبي يتجوّل في سوق إيرانية ويرى إناءً أثرياً جميلاً يشرب منه كلب، فيطلب من البائع شراء الإناء، وحينها يرفض البائع بحجة أنه مخصّص لسقيا كلبه فيعرض عليه مبلغاً كبيراً ثمناً للكلب، فيوافق البائع.

وعن الطريقة لمعالجة الأزمة الخليجية، قال الأمير تركي: هاجم الإيرانيون الشحن الحر في خليج هرمز، المجتمع الدولي وقف موقف المتفرج، كما كانت الهجمات على منشآت النفط السعودية في بقيق وخريص في الوقت ذاته هجوماً على العالم أجمع، هذه المشكلة تحتاج إلى إجابة مشتركة وشاملة، وأيضاً إلى إجماع عالمي.

وعن إمكانية وجود منظمة للأمن والتعاون في الشرق الأوسط على غرار أوروبا، أجاب الأمير تركي الفيصل؛ قائلاً: عندما اجتمع مجلس التعاون الخليجي آخر مرة في قمة الكويت، تم توجيه خطاب إلى إيران يقترح اتفاقية مماثلة، حيث لا تتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، ولا عدوان عسكرياً، مع التعاون في مجال النفط والغاز، ولم نتلق أيّ رد من إيران، حتى إنهم لم يقولوا من باب المجاملة إنهم سيبحثون في الأمر أو أيّ شيء من هذا القبيل".

وكان مجلس الوزراء، قد جدّد التأكيد على ضرورة وجود اتفاق دولي شامل يمنع إيران من الحصول على السلاح النووي بأيّ شكلٍ من الأشكال.

وخلال الجلسة، التي ترأسها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، أمس الثلاثاء، أشار مجلس الوزراء إلى ما شدّدت عليه المملكة في كلمتها أمام الأمم المتحدة في نيويورك، من أهمية وجود اتفاق دولي شامل يضمن منع إيران من الحصول على السلاح النووي بأيّ شكلٍ من الأشكال، وذلك حسب وكالة الأنباء السعودية "واس".

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org