تحرير: سعود الجنيدل - تصوير: فيصل الوحيمر: لم يكن يتصور القسيس الأمريكي "سامويل" أن قدومه إلى السعودية، وتحديدًا إلى جدة، سيغيِّر من حياته جذريًّا، ويحوِّله من الديانة النصرانية إلى اعتناق الإسلام.
وفي التفاصيل، كان "سامويل" متخوفًا قبل قدومه إلى مدينة جدة من معاملة المجتمع له، وخصوصًا أنه غير مسلم. وما زاد مخاوفه هو ما يُنشر في بعض وسائل الإعلام، ووسائل التواصل الاجتماعي، إضافة إلى كلام بعض الناس عن المسلمين عمومًا، والسعودية خصوصًا.. فهذه الأمور كوَّنت عنده صورة سلبية عن الإسلام والمجتمع في السعودية.
وبما أن حقيقة السعودية تخالف تمامًا الصورة التي تحاول بعض وسائل الإعلام رسمها رغبة في تشويه رسائل التسامح، والوسطية، والاعتدال، والانفتاح، وتقبُّل الآخر، التي تمثلها السعودية واقعًا ظاهرًا للعيان، إلا أن الله - عز وجل - أراد لسامويل الهداية، ودخول الإسلام. فبعد وصوله إلى مدينة جدة؛ لكي يقوم بترجمة القرآن الكريم من اللغة الإنجليزية القديمة إلى اللغة الإنجليزية الحديثة، رأى المجتمع السعودي على حقيقته، وعاش معهم.
وأدرك "سامويل" أن الصورة مغايرة تمامًا عن ما شاهده في وسائل الإعلام.. ويقول عن ذلك: "شاهدت شعبًا طيبًا، يبادر إلى التحية، ويتحلى بصفات الكرم، بغض النظر عن كوني مسلمًا من عدمه".
ودفعته هذه المعاملة والصورة الإيجابية من السعوديين إلى التفكير كثيرًا فيما أخبرته به أمه عندما كان صغيرًا؛ فقد قالت له: "لا يوجد إلا إله واحد، وهؤلاء السعوديون يعبدون إلهًا واحدًا، ويتحلون بأخلاق طيبة".. وبدأ يربط بين كلام أمه والمعاملة الحسنة التي يراها من السعوديين.
هذه المعاملة التي تتميز بالطيبة والكرم والمودة جعلته يقرأ كثيرًا عن الإسلام، ويتعرف على سماحته وعدله، وأن الجميع أمام الله - عز وجل - سواسية، لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى، إضافة إلى أن ملامسة هذه الصفات على أرض الواقع من المجتمع السعودي دفعته باقتناع كامل إلى اعتناق الإسلام، وهو مؤمن برسالة الإسلام الخالدة.
ويذكر "سامويل" دائمًا فضل السعودية عليه حكومة وشعبًا في كل المحافل والمنابر الدولية التي يلقي عبرها كلمات الشكر والثناء على هذه البلاد الطيبة، وشعبها الكريم، ويكنُّ لهم مشاعر أخوة صادقة؛ لكونهم سببًا بعد الله في اعتناقه الإسلام. ومن ضمن تلك المنابر مركز اتحاد المسلمين (UMA) في سيدني، حيث انهمرت دموعه عند رؤية وفد المملكة العربية السعودية المكلف بتغطية البرامج التي تقيمها وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد.