مواطنة لـ"بنات الحماية الاجتماعية المغادرات" بأبها: منزلي مفتوح.. وأنا أمٌّ لكُنّ

وجّهت رسالتها عبر حسابها بـ"تويتر".. ودعت المرأة السعودية إلى مواصلة النجاح
مواطنة لـ"بنات الحماية الاجتماعية المغادرات" بأبها: منزلي مفتوح.. وأنا أمٌّ لكُنّ

وجّهت المواطنة "أم خالد" رسالةً لنزيلات دار الحماية الاجتماعية في أبها، عبر موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، ‏قالت فيها: "بيتي مفتوح للتي تغادر الدار، وليس لديها أسرة ولا مكان تأوي إليه لمدة عام، أستضيفها وأبحث لها عن عمل ‏أو تتزوج.. ويشهد الله أني نويته عملاً إنسانياً لوجه لله سبحانه وتعالى".

ورأت "أم خالد" نفسها أمّاً لكل من تريد البقاء معها من بنات دار الحماية الاجتماعية بأبها عقب خروجهن من الدار، لترتب الفتاة نفسها، وتبحث عن مستقبلها، ولتكون "أم خالد" أمّ من لا أمّ لها، وحضناً أسرياً وحصناً منيعاً تستطيع الفتاة من هذا المنزل أن تفكر في مستقبلها من مكانٍ وعائلة تنعم بالهدوء.

وتبرز هذه الفكرة التي طرحتها "أم خالد" من خلال تغريدتها، "الموَاطَنة الحقة" وما جُبِل عليه أبناء هذا الوطن وما غرسته فيهم قيادته الرشيدة من الحب والتكاتف والتعاون، وأن يكونوا أعضاءً صالحين في وطنهم.

وتعتبِر "أم خالد" نفسها سيدة من سيدات هذا الوطن التي تود أن تبذل شيئاً من أجله، ففكرت بإيجابية، وأنها ستؤدي هذا الدور تطوعاً لوجه الله تعالى، مبديةً سعادتها بأن يكون منزلها قاعدة انطلاق لعودة حميدة وسليمة تجاه المجتمع، حيث تحمل شهادة المرحلة الابتدائية فقط، فقد كانت قد انطلقت نحو سوق العمل في عام 1402 هـ، كما حصلت على العديد من الدورات بلغ عددها 18 دورة، ومنها دورة "التسوق الرقمي" والتي ساهمت في مواكبتها لوسائل التواصل الاجتماعي واستغلالها بالشكل الأمثل، وعرض منتجاتها وتسويقها عبر تلك الوسائل.

وعن المرحلة التي تعيشها المرأة من تقدير في الفترة الراهنة، قالت "أم خالد" في حديثها لـ"سبق": نحمد الله تعالى على هذا الوطن الكبير، والقيادة الحكيمة الرشيدة التي تبذل الغالي والنفيس لإسعاد شعبها، تحمي الحدود، وتبذل الجهود نحو وطنٍ آمن ينعم فيه المواطن والمقيم وتجد المرأة كل مقومات نجاحها في هذه الفترة التي تعتبر من الفترات الأكثر نضجاً في حياة الأسر السعودية التي تؤمن بدور المرأة ومشاركتها في بناء الوطن.

وأضاف: ما أنا إلا واحدة عاشت في هذا الوطن وأحبت أن تقدم له شيئاً ولو تطوعاً.

ودعت "أم خالد" المرأة السعودية بشكل عام إلى استثمار القرارات والتعديلات التي أعادت دورها في المجتمع، مؤكدةً أن عليهن مواصلة النجاح، ومتابعة التعليم، والاعتماد على الذات، والنجاح الوظيفي، والتدريب المستمر، وقبل ذلك كله أن تكون مربيةً وأماً صالحة توازِن بين أمور ومتطلبات حياتها، وأن تكون على قدر هذه الثقة التي منحها لها دينها ووطنها.

وقد تفاعل العديد من المغردين مع مبادرة "أم خالد" التي قالت عنها: أنا أمّ أولاً لبنات، وأدرك معنى أن يكون للبنت محضن عائلي وملاذ أسري آمن، ونعلم أن المرأة مسؤولة عن نفسها وذاتها، ولكن قد تحتاج مثل من تخرج من الدار وهي في سن الرشد مكاناً أسرياً تأوي إليه، تنام فيه، تبحث منه عن مستقبلها القادم، وظيفتها، أمورها الرسمية، وقد يكون أهلها أمواتاً أو في منطقة بعيدة، أو بينهم خلاف، أو لأي سبب، ولذا فأنا كلي ثقة أنني سأقدم لمثل هؤلاء ما يساهم في استقرار حياتهن.

وذكرت في حديثها أن منزلها عبارة عن شقة، لكنها تكفي لأن الخاطر وسيع. وأرادت أن تقدم شيئاً لمن هنَّ في سن بناتها.

وتعتبر "أم خالد" سيدة سعودية اعتمدت على نفسها، وطورت من ذاتها، وشاركت بفعالية في حلقات عمل إنتاجية ولها قدرة كبيرة على إدارة أمورها المنزلية، عملت من المنزل في صناعة بعض منتجات الغذاء، وقامت بتربية بناتها وعددهن ست، من مراحل علمية متوسطة وثانوية حتى أضحت كل واحدة منهن تعمل في مجالها، فمنهنّ من امتهنت الطب، والتمريض، وأخصائية أشعة، وخريجات جامعيات، فهي حقاً وفرت الملاذ والاستقرار الآمن، وأرادت أن تنقل ذلك لبنات دار الحماية بعد خروجهن، حيث تحتضنهنَ وتوفر لهنَ الحياة الكريمة، في مبادرة لاقت الكثير من القبول والإشادة، باعتبارها سمة من سمات هذا الوطن.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org