
تماشيًا مع رؤية المملكة 2030 التي تولي اهتمامًا كبيرًا لبناء الإنسان السعودي على كل الأصعدة، وسعيًا منها لاكتشاف المبدعين والموهوبين وأصحاب القدرات الذهنية العالية، عملت جامعة القصيم -ممثلة في النادي الصيفي الثاني الذي أقيم بالصالة الرياضية بالمدينة الجامعية خلال الإجازة الصيفية- على تنفيذ برنامج نوعيّ مميز يقوم على اكتشاف الموهوبين من خلال عدة مسابقات في مجال الرياضات الذهنية (رياضات العقل).
ولم تقتصر الفعاليات التي أطلقها النادي الصيفي في نسخته هذا العام، على المسابقات الرياضية والثقافية والترفيهية؛ بل امتدت لتنمية القدرات والمهارات العقلية والإبداعية لأعضاء النادي؛ بهدف تنمية المهارات الذهنية والتفكير المنطقي، بالإضافة إلى زيادة التركيز، واسترجاع المعلومات وغيرها.
جدير بالذكر أن برنامج الرياضات الذهنية صمّمه وبناه متخصصون في مجال الموهبة، وتم عرضه على خبراء في جامعات رائدة في الولايات المتحدة الأمريكية؛ لضمان فاعليته وجودته ومناسبته للفئات العمرية المستهدفة، وبدأ البرنامج بإقامة عدد من الاختبارات الاستكشافية غير الرسمية؛ بهدف التعرف على ذوي القدرات العقلية العالية؛ حيث يتكون كل اختبار من مسائل رياضية مختلفة في عملياتها مع مسائل ذهنية غير رياضية ذات مستويات مختلفة حسب العمر والمرحلة.
واشتمل البرنامج الذي نفّذه النادي الصيفي، على ثلاث مراحل لثلاثة مستويات عمرية مختلفة من عمر ٩ سنوات حتى ١٨ سنة وهي: مستوى الشباب المتمثل في طلاب المرحلة الثانوية، ومستوى الفتيان، ويتكون من طلاب المرحلة المتوسطة، ومستوى الأشبال ويضم طلاب الرابع حتى السادس الابتدائي؛ بحيث يقوم المشارك في المرحلة الأولى بحل ٢٠ عملية لكل عملية ١٠ ثوانٍ فقط، وعليه الحصول على ١٥ درجة صحيحة من أصل ٢٠ درجة لكي يتأهل للمرحلة التالية.
شارك في المرحلة الأولى ٥٩٢ مشاركًا من المستويات الثلاثة، وتأهل للمرحلة الثانية ١٢٢ مشاركًا، ثم تأهّل منهم للمرحلة الثالثة 44 طالبًا، وتمكن ٨ مشاركين منهم من اجتياز المرحلة الثالثة بنجاح من مختلف الفئات العمرية على النحو التالي: (مستوى الشباب (مشاركان اثنان)، ومستوى الفتيان (ثلاثة مشاركين)، ومستوى الأشبال (ثلاثة مشاركين)؛ حيث تم تكريم الطلاب الفائزين من قِبَل أمير منطقة القصيم الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز.
من جانبه، أكد المشرف على البرنامج أمين عام النادي الصيفي بجامعة القصيم الدكتور محمد العجلان، أن النتائج التي أسفر عنها البرنامج كانت بمثابة النتائج الاستكشافية، إلى أن تم تأكيدها من خلال عدد من الدلائل كمعرفة المستوى الأكاديمي للمشاركين ومقابلة أولياء أمور الطلبة المتأهلين، وكذلك المشرفين عليهم من خلال توجيه مجموعة من الأسئلة لهم، بالإضافة إلى استخدام عدد من المقاييس للتعرف على مواهب الطلاب وقدراتهم.
وأوضح "العجلان" أن دور جامعة القصيم؛ ممثلة في عمادة شؤون الطلاب، لن يقتصر على انتقاء الطلبة المؤهلين والتعرف على أصحاب القدرات الذهنية العالية؛ بل إنها ستعمل على تطوير وتأهيل الفائزين والمؤهلين خلال الفترة القادمة وفق برامج متعددة من خلال إدارة الموهبة والابتكار التابعة لعمادة شؤون الطلاب، والتي يقودها متخصصون في مجال الموهبة لتأهيل هؤلاء الموهوبين ليكونوا قادرين على رفع اسم الجامعة والمنطقة والمملكة العربية السعودية في المحافل المحلية والدولية.