طوى مهرجان شتاء طنطورة شراعه معلناً انتهاء أطول مهرجان ثقافي وتراثي أقيم بالسعودية بعد أن استمر 10 أسابيع، أقيمت على هامشة الفعاليات الثقافية والسياحية المتنوعة مثل كأس خادم الحرمين الشريفين للقدرة والتحمل الذي شهد مشاركة 80 من أفضل الفرسان بالعالم، كما استمتع الحضور بالرحلات حول الآثار والنقوشات الحجرية، كما استمتعوا بمشاهدة مجموعة من المناطيد الملونة التي طارت على قمم التشكيلات الصخرية اللافتة للسواح .
وتعد محافظة العلا الواقعة شمالي المملكة والتي احتضنت المهرجان أحد أبرز المحافظات السعودية المليئة بالكنوز الطبيعية، حيث تحوي آثاراً تاريخية هامة؛ خصوصاً مدائن صالح؛ وهو أول موقع سعودي تم إدراجه على لائحة اليونسكو للتراث العالمي، كما أنها ملتقى الثقافات والحضارات البائدة والتي بقيت أطلالها شاهدًا على هذه الأمم المتعاقبة علاوة على اعتدال أجوائها وجمال تضاريسها وخصوبة أرضها المعروفة بالزراعة .
وعلى صوت الفنان راشد الماجد ليلة البارحة اختتم المهرجان فعالياته، حيث قدّم الماجد أمسية غنائية أنهاها بأغنية "يا محمد" تزامنًا مع عودة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان من جولته الآسيوية وكانت آخرها جمهورية الصين الشعبية وتمخض عن الجولة صفقات استثمارية واقتصادية وتعاونات في مجالات الطاقة والتعدين.
وقال الماجد في أغنيته :
من مساء الليل لأطراف النجوم
ومن ضحوك الفجر لين آخر مدار
تبتسم يا محمد كل يوم
أرضك وتنبت صياهدها خضار
وكانت الليلة الأخيرة من فعاليات طنطورة قد جمعت الفنانين: عبدالكريم عبدالقادر، وراشد الماجد، وماجد المهندس، وتم فيها تكريم "عبدالقادر" لمشواره الطويل في الفن.
وعلى مسرح مرايا أحيا عدد من الفنانين البارزين ليالي طنطنورة كمحمد عبده وماجد الرومي وغيرهما، كما غنّت الفنانة أم كلثوم على المسرح بتقنية الهولوغرام .
ولعل أبرز ما شهده المهرجان هو إعلان مشروع رؤية العلا التي أطلقتها الهيئة الملكية برعاية وحضور ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان، بمجموعة من المشروعات التنموية التطويرية التي تعزز من حضور العلا كواجهة حضارية عالمية، تماشيًا مع تحقيق أهداف رؤية 2030، وستُسهم الرؤية بإضافة 120 مليار ريال للناتج المحلي للسعودية بحلول 2035، وتستهدف جذب مليوني زائر وتضمنت إطلاق محمية شرعان، وتشمل هذه المبادرة إنشاء أكبر صندوق عالمي من نوعه لحمایة النمر العربي باسم: الصندوق العالمي لحمایة النمر العربي .
ويعد منتجع شرعان الانطلاقة الأولى لمجموعة من المنتجعات والفنادق في المنطقة، وهو مستوحى من مملكة الأنباط من تصميم المهندس المعماري الفرنسي جون نوفيل، وكذلك برنامج الابتعاث الدولي والذي يتيح لأبناء وبنات العلا فرصة الدراسة في الولايات المتحدة، والمملكة المتحدة، وفرنسا في مجالات مختلفة تتعلق بخطط التنمية الخاصة بالعلا .