السعودية في عام.. تأكيد الريادة في المبادرات الإسلامية بدعم سياسي ومادي ومواقف تاريخية

السعودية في عام.. تأكيد الريادة في المبادرات الإسلامية بدعم سياسي ومادي ومواقف تاريخية

خلال عام منذ تولي الأمير محمد بن سلمان لولاية العهد

منذ أن تولى صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولاية عهد المملكة العربية السعودية، ازداد الاهتمام السعودي تجاه القضايا الإسلامية والبلدان الإسلامية؛ لتصبح المملكة في ريادة الدول الإسلامية الأكثر دعماً سياسياً ومادياً للدول وللمنظمات، وفي إنصاف صورة الإسلام التي عَمِدت جهات لتشويهها.

- القضية الفلسطينية:

نالت قضية فلسطين، جُل اهتمام قيادة المملكة العربية السعودية الرشيدة، على مدار عقود من الزمن، وسجل التاريخ موقف المملكة الثابت والمناصر لقضية فلسطين، وامتد اهتمام القيادة إلى زمن سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الذي شهدت فترة توليه ولاية العهد تحركاتٍ قويةً ومواقف من المملكة باتجاه القضية الفلسطينية؛ فكان للمملكة موقف واضح بعد قرار الرئيس ترامب؛ باعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بالقدس عاصمةً لإسرائيل، أبدت المملكة أسفها الشديد جراء هذا الإعلان؛ مؤكدةً أنها سبَق أن حذّرت من العواقب التي وصفتها بـ"الخطيرة" لمثل هذه الخطوة غير المبررة وغير المسؤولة.

كما جاء أيضاً بيان سعودي كان نصه: "تأمل حكومة المملكة العربية السعودية أن تُراجع الإدارة الأمريكية هذا الإجراء (نقل السفارة الأمريكية إلى القدس)، وأن تنحاز للإرادة الدولية في تمكين الشعب الفلسطيني من استعادة حقوقه المشروعة، وتجدد التأكيد على أهمية إيجاد حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية؛ وفقاً للقرارات الدولية ذات الصلة، والمبادرة العربية؛ ليتمكن الشعب الفلسطيني من استعادة حقوقه المشروعة، ولإرساء الأمن والاستقرار في المنطقة".

- دعم غير محدود:

ولم يتوقف العمل عند هذا الحد فقط؛ بل واصلت حكومة خادم الحرمين دعمها للأشقاء الفلسطينيين، بكل الأوجه؛ ليبرهن على ذلك ما قاله خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- في القمة العربية الـ29، في العام الجاري: "أود أن أعلن تسمية القمة الـ29 بقمة القدس؛ ليعلم القاصي والداني أن فلسطين وشعبها في وجدان العرب والمسلمين"، ولم تكد القمة تنتهي حتى أعلن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، عن تبرع المملكة العربية السعودية بمبلغ 150 مليون دولار لبرنامج دعم الأوقاف الإسلامية في القدس؛ وذلك في كلمته أثناء القمة العربية "29" "قمة القدس".

لم تكن السعودية لتقف عند دعمها فقط لفلسطين المحتلة؛ بل حتى في نفس الوقت كانت يد العطاء ممدودة في دول عدة؛ ومنها اليمن التي تدعمها عسكرياً عبر تحالف دعم الشرعية في اليمن، وتدعمها مادياً عبر إيداع مبلغ ملياريْ دولار أمريكي كوديعة في حساب البنك المركزي اليمني لدعم الاقتصاد اليمني، وكذلك دعمها بملايين الريالات المتمثلة في الحملات الإغاثية التي ينفذها مركز الملك سلمان؛ ليأتي هذا الدعم تزامناً مع تولي الأمير محمد بن سلمان لولاية العهد، وتواصلاً للدعم السعودي لليمن الشقيق منذ سنوات.

- جنباً إلى جنب:

وإنفاذاً لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع -حفظهما الله- وبإشراف ومتابعة من معالي المستشار بالديوان الملكي المشرف على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية الدكتور عبدالله الربيعة؛ وصلت إلى ميناء بورتسودان، باخرةٌ تحمل على متنها 458 طناً من المساعدات الغذائية والإيوائية والطبية؛ مقدمة من المركز إلى جمهورية السودان الشقيق؛ وهو الأمر الذي يؤكد زيادة دعم المملكة للدول الإسلامية.

وما يبرهن على دور سمو ولي العهد في الوقوف مع الدول الإسلامية الشقيقية؛ هو تَبِعات اتصاله الهاتفي بجلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين ملك المملكة الأردنية الهاشمية؛ حيث تم خلال الاتصال، بحثُ العلاقات الأخوية الطيبة بين البلدين وسبل تعزيزها، واستعراض القضايا ذات الاهتمام المشترك، بالإضافة إلى بحث مستجدات الأوضاع في المنطقة.

- مبادئ ثابتة:

وقد دعا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- لاجتماع يضم الدول الأربعة (المملكة العربية السعودية، ودولة الكويت، والإمارات العربية المتحدة، والمملكة الأردنية الهاشمية) اليوم بمكة المكرمة؛ لمناقشة سبل دعم الأخيرة للخروج من الأزمة الاقتصادية التي تمر بها؛ والذي يأتي كامتداد للدعم السعودي للأشقاء في الدول الإسلامية، والذي أثمر عن اتفاق بتقديم حزمة من المساعدات الاقتصادية للأردن يصل إجمالي مبالغها إلى مليارين وخمسمائة مليون دولار أمريكي.

وقد بلغت قيمة مساعدات المملكة للدول الإسلامية، وغيرها -عبر مركز الملك سلمان- أكثر من (1.801.091.300) بالإضافة إلى عدد من الشركاء المساهمين.

كما أن فترة سمو ولي العهد شهدت استمراراً لدعم المملكة لاستقرار وأمن الدول العربية والإسلامية ودعمها ضد الجماعات الإرهابية.

وللمملكة جهود في تصحيح صورة الإسلام عبر القرارات التي اتخذت؛ لتُبين عدم علاقة الجمعيات التي تدّعي أن نهجها إسلامي بالإسلام الحقيقي، وكذلك دعمت بإجراءات كثيرة في وأد التطرف.

- الحرب على التطرف:

وكان لسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان دور واضح في إعلان الحرب على التطرف منذ فترة طويلة؛ لكنه واصل نشاطه عقب توليه ولاية عهد المملكة، وكان أثر ذلك في لقاءاته عبر وسائل الإعلام واضحاً، ومنها عندما قال ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- في لقائه مع "نيويورك تايمز" الأمريكية: "لا نعمل على إعادة تفسير الإسلام؛ بل نحن نعمل على إعادة الإسلام لأصوله، وأن سنة النبي "محمد" هي أهم أدواتنا؛ فضلاً عن "الحياة اليومية" في السعودية قبل عام 1979م".

وفي حديثه عن التطرف في وقت سابق قال سموه: "المنطقة كلها انتشر فيها مشروع الصحوة بعد عام 79؛ لأسباب ليس المجال اليوم لذكرها، نحن لم نكن بهذا الشكل في السابق، نحن فقط نعود لما كنا عليه، الإسلام الوسطي المعتدل، المنفتح على العالم وعلى جميع الأديان وتقاليد الشعوب".

وتابع: "70٪ من الشعب السعودي أقل من 30 سنة، وبكل صراحة لن نضيع 30 سنة من حياتنا في التعامل مع أي أفكار متطرفة، سوف ندمرهم اليوم وفوراً".

Related Stories

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org