شركات التبغ.. عندما تنطق بالحق!!

شركات التبغ.. عندما تنطق بالحق!!

"تحتوي السجائر على كمية كافية من النيكوتين، وبشكل متعمد، من أجل خلق واستمرار الإدمان عليها"، كما أن "التدخين مدمن للغاية". هذا بعض من الحق الذي تنطقه حاليًا شركات صناعة التبغ في إعلانات مدفوعة الثمن في القنوات التلفزيونية والصحافة الأمريكية، وستستمر لمدة سنة. فما هي قصة ذلك؟!!

نَشْر هذه الحقائق من قِبل دوائر صناعة الموت والمرض والإعاقة لم يكن من أجل عيون المدخنين والحفاظ على صحتهم!! أو استشعار الأمانة والمواطنة، أو من باب المسؤولية الاجتماعية!! بل جاء بالقوة والسلطة وهيبة القانون نتيجة لحكم قضائي في الولايات المتحدة، يلزم تلك الشركات بنشر إعلانات "تصحيحية" نتيجة التضليل المتعمد في ذلك.

وقد استمرت دوائر صناعة التبغ، ولعقود طويلة، في التضليل والخداع والتآمر بكل خبث ومكر لإخفاء تلك الحقائق والدراسات والأبحاث التي تثبت أضرار تعاطي التبغ الجسيمة على الصحة، وبذلت في ذلك المليارات من أجل تضليل القضاء والإعلام والصحة.

ويأتي في مقدمة شركات الموت التي ألزمتها المحكمة الأمريكية بذلك كل من شركة فيليب موريس وشركة رينولدز، وكذلك لوريللارد والتريا. ومعظمها يسرح ويمرح في صنع الموت والإعاقة في السعودية!!
وستشمل الإعلانات التصحيحية التوعية بالآثار الصحية المترتبة على تعاطي التبغ، وكذلك أضرار التدخين غير المباشر، والإشارة إلى الإعلانات الكاذبة التي تدعي أن السجائر قليلة القطران أو الخفيفة أقل ضررًا من غيرها!

والآن ماذا عن وضعنا في السعودية؟ هل سيعي المدخنون هذا التلاعب والتضليل وخبث ومراوغة تلك الشركات من أجل إيقاعهم في حبائل الإدمان؟!! لتستمع هي بالمال، وتغلف الموت بسم حلو المذاق للمدخنين!!
هل ستقوم وزارة الصحة والجهاز القضائي بالتحرك لإلزام شركات التبغ بمثل ذلك؟!!

أين دور جمعيات مكافحة التبغ؟ ألا يمكن أن تقوم بالمطالبة بذلك؟ لِمَ لا يستثمرون هذا النوع من الأحكام القضائية لتوعية المجتمع بمستوى المكر والتضليل لدى تلك الشركات؟

وليس أقلها أن تسعى تلك الجمعيات لفضح تجار ووكلاء شركات الموت والتضليل في السعودية، وتعريتهم أمام المجتمع!! لكي يعلم المجتمع بأسره من يسهم في تدمير التنمية الصحية في السعودية!!

كما أهمس في أذن أصحاب القرار بأن يوجهوا من يبحث في الوثائق السرية التي أفصحت عنها شركات التبغ بناء على حكم قضائي أمريكي عام 1998م؛ إذ سنجد فضائح ودسائس من النوع الثقيل حول عبث شركات التبغ في السعودية، والتغلغل سابقًا لخلخلة الأنظمة والسياسات والبرامج المعنية بمكافحة التبغ!!

إن البحث في تلك الوثائق السرية سيسهم بلا شك في الوصول إلى قرائن وأدلة، يمكن أن تساند أحكامًا قضائية في السعودية ضد تلك الشركات.. وتفيد تجربة الولايات المتحدة بأن تعويضاتها قد تصل لعشرات المليارات من الدولارات.

أما أنت أيها المدخن.. فماذا تنتظر؟ ها هي شركات التبغ تقول لك، وبملء فمها، لقد خدعتك، وضللتك، وتآمرت عليك، وأخذت من مالك من أجل مرضك وموتك.. فماذا أنت فاعل؟ ألا تخاف أن تكون واحدًا من 8 أشخاص يموتون كل 24 ساعة بسبب تعاطي التبغ في السعودية؟!!

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org