استحوذت أول قائدة طيران في العالم حُرمت من الذراعين، على إعجاب ودهشة جمهور الزوار في "ملتقى الطيران العام" الخامس الذي تحتضنه العاصمة السعودية الرياض، ويختتم فعالياته مساء اليوم "السبت"، لتجسد أمام المشاهدين النموذج الإنساني الطموح وصاحبة الإرادة القوية من أجل تحدّي الإعاقة وقهر المستحيل، وتقود الطائرة بكفاءة واحترافية عالية بقدميها وبدون ذراعين.
وأرادت إدارة الملتقى الذي ينظّمه نادي الطيران السعودي، بالتعاون مع الهيئة العامة للترفيه؛ أن تقول لجمهور المشاهدين وللشباب السعوديين، خاصة أن "ملتقى الطيران" لم يكن مجرد ساحة لاجتذاب الطيارين المحترفين والأكثر تميزًا واحترافية، والأشهر في العالم، لتقديم عروض طيران مبهرة وممتعة فحسب، لكنه يقدم للجمهور، وخاصة الشباب، نماذج ناجحة قاهرة للتحدّي وقادرة على صنع المستحيل، و"جيسيكا" الطيارة الأمريكية الحاصلة على رخصة قيادة الطائرات؛ وهي شهادة من إدارة الطيران الفيدرالية الأمريكية، بعد 3 أعوام من التدريب والتعليم.
والأمر المثير للإعجاب والدهشة في قصة "جيسيكا" البالغة من العمر 36 عامًا؛ أنها امرأة تمارس حياتها بشكل طبيعي رغم الإعاقة؛ فهي تؤدي كل متطلبات حياتها مستخدِمة قدميها ببراعة بديلًا عن ذراعيها، اللذين حرمت منهما منذ ولادتها، بل إنها بجانب تفوقها في فن قيادة الطائرة، تتفوق كذلك في رياضة السباحة، كما أذهلت متابعيها بحصولها على الحزام الأسود في رياضة "التايكوندو"؛ وهي فنون الدفاع عن النفس، وتقود السيارة بقدميها، ولكي تكتمل صورة تحدي الإعاقة فإنها متزوجة من زميل لها طيار يرافقها في رحلتها كضيف مشارك في الملتقى، وليشكلا كزوجين طيارين متميزين، ويحظيا بإعجاب وتقدير الجمهور.
بدأت "جيسيكا" أول رحلة كقائدة طيار في عام 2013، عندما كان عمرها 30 عامًا، لتكون ملهمة لكل النساء المولعات بعالم الطيران المثير في جميع أنحاء العالم، وتكسر بداخلهن هاجس الخوف والتردّد وتقوّي فيهم العزيمة لقهر المستحيل وتحدّي الإعاقة، ولتصبح رسالة "ملتقى طيران" الرياض ليس فقط إمتاع الجمهور بعروض احترافية بهلوانية، ونشر ثقافة الطيران بين أبناء المجتمع، ولكن كذلك تقديم نماذج إنسانية ناجحة رغم الإعاقة البدنية.