"طريق الموت" بشقراء يواصل حصد الأرواح.. 4 وفيات بينها "زوج وزوجته وابنته" وطفلان في المستشفى

لجان وتقارير وتعثر  ونزيف الأسفلت لا يزال مستمرًا... "سبق" واكبت الفواجع ورصدت إطلاق الوعود
"طريق الموت" بشقراء يواصل حصد الأرواح.. 4 وفيات بينها "زوج وزوجته وابنته" وطفلان في المستشفى

مع كل صباح وكل مساء تصحو شقراء وتمسي في وجل وفزع، خوفًا من مزيد من الفواجع والمآسي والأحزان ، والسبب "طريق الموت" الذي يحصد الأرواح البريئة بشكل متكرر ومتواصل دون توقف.

وعلى الرغم من تكرار المناشدات مرة تلو أخرى، ورغم كتابة التقارير عن خطر الطريق وحوادثه المميتة، ورغم وقوف اللجان ووقوفها على خطر "طريق المستوي" (شقراء أشيقر القصيم)؛ فلا يزال الحال على وضعه دون علاج، وكأن الأرواح باتت رخيصة لا تحرك الجهات المسؤولة عن الطريق.

مساء أمس .. شقراء تفجع بوفاة ٤ مواطنين ٣ منهم من أسرة واحدة

مسلسل الحوادث المميتة مستمر ، وحصد الأرواح متواصل دون توقف، فها هي شقراء تمسي بالأمس على حادث مفجع، حادث أليم وقاسٍ على طريق الموت بين مركبتين الأولى نوع "آيسوزو"، والثانية نوع "فورتشنر"، نتج عنه وفاة ٤ مواطنين ٣ من عائلة واحدة.
وقد توفي في السيارة الأولى مواطن وزوجته وابنته، فيما أصيب اثنان من أولاده، كما توفي مواطن آخر كان في المركبة المقابلة، وأصيب قائد السيارة بإصابات خطرة استلزم نقله للرياض فورًا لإنقاذ حياته، وذلك بسبب ضيق الطريق، وتعثر استكمال توسعته التي ظل وصلات مسفلته متقطعة حول الطريق منذ سنوات، ويسلكها بعض المركبات مما يتسبب في خداع سالكي الطريق القديم ( غير المزدوج) فيظنون أن تلك الوصلات المسفلتة والمتعثرة، يظنون أنها طريق مزدوج كونها موازية للطريق القديم ولم يوضع ما يمنع في سير المركبات عليها.

ويتسبب ذلك في قيام المركبات بتجاوز بعضها البعض في الطريق السالك(القديم) ظنًا منهم أن الطريق مزدوج، فتتقابل المركبات وجهاً لوجه، لبقاء أجزاء كبيرة من الإسفلت المتعثر منذ سنوات دون إغلاق للوصلات بشكل محكم .

أما السبب وراء الحوادث في الطريق في جهته الشمالية (شمال أشيقر )؛ فيعود لكون الطريق قديم وضيق (غير مزدوج)، ومزدحم بالسيارات والشاحنات لأن الطريق هو الطريق الرابط بين إقليم الوشم ومنطقة القصيم، إضافة إلى ازدياد ارتياده من الطلاب والموظفين بعد افتتاح جامعة شقراء.

وقد أصبح الطريق مقصدًا للشاحنات المُحمّلة بالبضائع ليلًا ونهارًا؛ بسبب وجود أحد مصانع الإسمنت الكبيرة، إضافة إلى تهرب عدد آخر من الشاحنات من نقاط الميزان التي تتواجد على الطرق الأخرى كطريق (الرياض- المجمعة- القصيم) ويفتقدها هذا الطريق الضيق وغير المزدوج؛ مما يعني ضرورة إنشاء نقطة للوزن على الطريق.

حوادث متكررة وأرقام تحكي حجم المأساة .. تابعتها "سبق" أولاً بأول

وقعت على طريق المستوي حوادث حصدت أروحًا بريئة مما جعل الأهالي يصفونه بـ "طريق الموت"، إذ وقع فيه عدة حوادث أهمها : حادث أليم في ٢٠ شوال ١٤٣٥ نتج عنه وفاة ١١ شخصًا من عائلة واحدة عام ١٤٣٥، وذلك نتيجة تعرّض سيارتهم للاصطدام بشاحنة "تريلا"؛ حيث تتكون العائلة من 7 بنات وابنين؛ بينهم أطفال ورضيعة، بالإضافة للأب، وزوجته الثانية (23سنة) ، وقد نشرت عنه "سبق" تحت عنوان (اصطدمت سيارتهم بـ"تريلا" في حادث مأساوي.. وبينهم رضيعة وأطفال.. مصرع عائلة كاملة من 11 شخصاً.. فجراً على طريق "شقراء- القصيم").

وفي أقل من ٤ أشهر وبالتحديد في ٣ صفر ١٤٣٦ لقي ٤ مواطنين مصرعهم في حادث تصادم بين سيارتين وجهاً لوجه، وقع على طريق "أشيقر المستوي القصيم" ٣ منهم من عائلة واحدة، حيث توفي قائد السيارة "اليوكن" ووالدته وبنت أخته، كما توفي قائد السيارة "الدادسن"، فيما أصيب مرافقه إصابات بالغة، نقل على إثرها لتلقي العلاج في مستشفى شقراء وكانت حالته خطرة، وكتبت عنه "سبق" تحت عنوان (مصرع 4 أشخاص في تصادم بين سيارتين بطريق "المستوي القصيم").

وفي ٢٧ شعبان ١٤٤٠ وقع حادث مفجع، لحافلة تُقل عمالًا على (طريق الموت) طريق المستوي باتجاه القصيم نتج عنه 8 وفيات، و٣ إصابات حرجة، كما أسفر الحادث عن وقوع 4 إصابات متوسطة، و٣ إصابات طفيفة، وهو الحادث الذي جدد مَطالب المواطنين بتوسعة الطريق الضيق، والذي يربط بين محافظة شقراء ومراكزها وبين منطقة القصيم ومحافظاتها، ونشرت عنه "سبق" بعنوان (شاحنات وضيق ولجنة.. أيام تمرّ ولا جديد.. والحل لدى "النقل" .. مصرع وإصابة 18 عاملًا بطريق المستوي يجدد مطالب 5 أعوام باتجاه القصيم!).

لجان تقف على الطريق.. وتقارير وتوصيات .. ولا جديد

بعد الحوادث المميتة، وبعد التقارير التي نشرتها "سبق" عن تلك الحوادث، حضرت - حينها - لجنة مرورية رفيعة المستوى لمحافظة شقراء؛ للشخوص على الحادث الأليم الذي وقع على طريق المستوي، شمال محافظة شقراء، وتَسبب في مصرع 11 شخصًا من أسرة واحدة؛ وذلك لبحث مسببات الحادث والوقوف على ملابساته؛ حيث حضرت، وقتها، لموقع الحادث لجنةٌ مكونة من اللواء علي بن عبدالعزيز العضاض، نيابةً عن مدير عام الإدارة العامة للمرور سابقًا، واللواء عبدالرحمن المقبل، ومساعد مدير مرور منطقة الرياض سابقًا العميد خالد عبدالرحمن الفدا، ومدير شعبة الأنظمة واللوائح.

وتوجهت اللجنة لموقع الحادث، برفقة "سبق"، وشاهدت آثاره، وبحثت في مسبباته، واطلعت على أهم ملابساته، ونقلت "سبق" حينها للجنة المشقةَ التي يعانيها سالكو الطريق، التي تشكل الهاجس الأكبر للكثير من الأهالي والمواطنين والمسافرين؛ نظرًا لما يُشكله الطريق من مخاطر كبيرة نتج عنها عدد من الحوادث المميتة التي ذهب ضحيتها أناس أبرياء.

وبيّنت "سبق"، حينها، أن الطريق ضيق وغير مزدوج رغم كثرة سالكيه من قائدي المركبات والشاحنات؛ كونه الطريق الرابط بين إقليم الوشم ومنطقة القصيم، إضافة إلى ازدياد ارتياده من الطلاب والموظفين بعد افتتاح جامعة شقراء.

وأوضحت للجنة أن الطريق أصبح مقصدًا للشاحنات المُحمّلة بالبضائع ليلًا ونهارًا؛ بسبب وجود أحد مصانع الأسمنت الكبيرة، إضافة إلى تهرب عدد آخر من الشاحنات من نقاط الميزان التي تتواجد على الطرق الأخرى كطريق (الرياض- المجمعة- القصيم) ويفتقدها هذا الطريق الضيق وغير المزدوج؛ مما يعني ضرورة إنشاء نقطة للوزن على الطريق.

وتَبَيّن للجنة أن المواطنين ناشدوا وزارة النقل منذ سنوات لتوسعة الطريق؛ للحد من الحوادث المميتة التي يتسبب فيها، ووعدت الوزارة أكثر من مرة بعمل ازدواجية الطريق؛ ولكن دون أن يتم التنفيذ.

ووجهت اللجنة، وقتها، شعبة مرور شقراء بتدوين جميع الملاحظات على الطريق المذكور والرفع بها لإدارة مرور الرياض؛ للتنسيق مع الجهات المختصة للعمل على علاجها وإزالة كل المعوقات التي يعانيها سالكو الطريق.

سنوات تمضي ومناشدات تتواصل .. والحلول معدومة

رغم حصد الطريق للأرواح منذ سنوات، ورغم تكرار المناشدات في كل مأساة ، ورغم كتابة التقارير عن خطر الطريق، ورغم وقوف اللجان ووقوفها على الطريق؛ فلا يزال الطريق على وضعه دون علاج رغم مرور أكثر من ٧ سنوات، فالأيام تمضي والحلول معدومة، إذ ظلت جهة الطريق الشمالية ضيقة بمسار واحد (غير مزدوج) رغم كثرة سالكي الطريق من المركبات والشاحنات.

أما جهته الجنوبية (بين شقراء وأشيقر ) فرغم قصر المسافة إلا أن توسعته تعثر استكمالها وظلت منذ سنوات وصلات متقطعة عن يمين الطريق القديم وشماله، ويسلكها بعض المركبات مما يتسبب في خداع سالكي الطريق القديم (الضيق وغير المزدوج) فيظنون أن تلك الوصلات المسفلتة والمتعثرة ، يظنون أنها طريق مزدوج كونها موازية للطريق القديم ولم يوضع ما يمنع في سير المركبات عليها ، فيتسبب ذلك في قيام المركبات بتجاوز بعضها البعض في الطريق السالك (القديم) ظنًا منهم أن الطريق مزدوج، فتتقابل المركبات وجهًا لوجه وتقع بسببها كوارث مميتة.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org