جاءت وزارة التعليم ضمن المؤسسات الحكومية الرائدة في تفعيل الأمر السامي الكريم بالسماح للمرأة بقيادة مركبتها اعتباراً من اليوم العاشر من شوال لهذا العام، وبدأت بالتدريب المبكّر للمعلمات والموظفات لديها لتأهيلهن من خلال مبادرة "قيادة آمنة"، وتمّ تدريب 300 ألف موظفة وطالبة من منسوبات الوزارة على القيادة، الذي يأتي كانطلاقة إيجابية نحو تنفيذ قرار الدولة لقيادة المرأة، وهو برنامج صُمم بالتعاون مع الإدارة العامة للمرور في وزارة الداخلية، وتمّ تنفيذه على مراحل عدة وفي مناطق رئيسة عدة بالمملكة، ويهتم البرنامج بالتثقيف من خلال تقديم محاضرات توعوية وتحميل الأدلة المرورية من موقع الوزارة وبرنامج تدريبي متكامل حول القيم والمواطنة ومهارة حل المشكلات وإدارة المخاطر.
واشتملت البرامج التدريبية على دورات عدة شملتها الحقائب التدريبية، منها: دليل السائق للحصول على رخصة القيادة السعودية، والتدريب على نظام المرور واللائحة التنفيذية للنظام.
وهدف التدريب إكساب شاغلات الوظائف التعليمية معارف ومهارات تحقيق السلامة المرورية من خلال ورش عمل وحلقات نقاشية وعصف ذهني وتطبيق عملي من خلال المحاكاة ودراسة الحالات وعروض مرئية خلال مدة الدورة التي كانت بواقع 12 ساعة تدريب.
إلى ذلك، أوضحت الدكتورة هيا العواد؛ وكيل وزارة التعليم – بنات – " أن يوم الأحد ١٠ /١٠ / ١٤٣٩ يوم مختلف في مسيرة المرأة السعودية، فهو يمثل بداية حقبة جديدة تمتلك فيها المرأة حقها في قضاء احتياجاتها بنفسها دون أن تقيدها وسيلة مواصلات، أو يتحكم فيها قائد مركبة.
وتضيف العواد: "المرأة مواطنة في المقام الأول لها حقوق وعليها واجبات، ولابد من إزالة ما يواجهها من معيقات لتكون قادرة على القيام بواجباتها المطلوبة منها كمواطنة، ويعد هذا من مؤشرات بداية اكتمال حلقة الموارد البشرية التي تقود الحراك التنموي في بلادنا، ودخول المرأة في سوق العمل يتطلب تمكينها ودعمها".
وأبانت العواد؛ أن قيادة المركبة في حد ذاتها ليست هي الهدف أو الغاية، إنما إعطاؤها هذا الحق يؤكد الثقة بالمرأة وبأهمية مشاركتها الفاعلة في بناء هذا الوطن، وإزالة كل المعيقات أمامها، كما أن هذا اليوم يؤكد عناية خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده، حفظهما الله، في استثمار قدرات المرأة وجعلها شريكاً حقيقياً في التنمية وتحقيق مطالبها.
وحول استعدادات الوزارة لهذا الحدث، أشارت الدكتورة هيا العواد؛ إلى أنه نظراً لأن الشريحة المستهدفة بالأمر الملكي الكريم كثير منهن من منسوبات وزارة التعليم: طالبات وشاغلات وظائف تعليمية وإدارية، ولحرص وزارة التعليم على سلامة منسوباتها بتقيدهن بتعليمات الأمن والسلامة؛ فقد أطلقت الوزارة برنامج قيادة آمنة الذي تم بتعاون مع الإدارة العامة للمرور لتدريب مجموعة من المشرفات المركزيات من مختلف إدارات التعليم بالمناطق والمحافظات وكذلك من ديوان وزارة التعليم، على أساليب القيادة الآمنة وتعليمات المرور التي ينبغي أن تتبعها المرأة أثناء قيادتها للمركبة، كما تم أيضاً الاستعداد بتخصيص مواقف للسيارات أمام مبنى وزارة التعليم وبعض مباني إدارات التعليم في المناطق والمحافظات بالمملكة.
وأضافت الدكتورة العواد؛ أنه تم تقديم بعض الخدمات المساندة لتمكين المرأة من سهولة الحصول على الرخصة من خلال توفير أجهزة للتدريب الافتراضي على القيادة في بعض المواقع التعليمية وبعض الأسواق من قبل شركة تطوير التعليم القابضة.
وحول مبادرة قيادة آمنة.. هل لها توجه ومرحلة جديدة أم أن دورها انتهى، بيّنت العواد؛ أن برنامج قيادة آمنة مستمر وسيتم تحديثه بالتعاون مع الإدارة العامة للمرور، وإدارات التعليم ستستمر في التدريب لمنسوباتها، كما أن بعض أندية الحي والأندية الموسمية أدرجت البرنامج ضمن خططها في أثناء العام الدراسي وكذلك أثناء فترة الصيف.
وختمت الدكتورة هيا العواد؛ تصريحها بالقول "إن المبادرات والأفكار التي ستصاحب هذا القرار بعد تفعيله كثيرة، لكن سننتظر ماذا سيحدث في العام الدراسي المقبل لنتعرف على حجم الشريحة التي استفادت من قيادة المرأة للمركبة لنتمكن من تحديد احتياجاتهن وإطلاق المبادرات المناسبة التي تثبت حرص الوزارة على التفاعل مع القرارات ذات العلاقة بمنسوباتها، وتأهيلهن كما يجب لمواكبة كل المتغيرات والتحولات في ذلك"، مشيرةً إلى ثقتها بتضافر كل الجهود بين الأفراد والمؤسسات لتفعيل اندماج المرأة في المجتمع كقائدة للمركبة، كما هي قائدة في المجتمع في بيتها وفصلها وعملها.