يتساءل الكاتب الصحفي عبدالله الجميلي في دهشة: لماذا الفنانون واللاعبون فقط الذين يتِمُّ تناقُل حكايات فقْرهم أو مرضهم عبر وسائل الإعلام، وتتوالى الوعود بمَدّ يد العون لهم، والتّكَفّل بعلاجهم؟ بينما هناك فئات في مجتمعنا أكثر حاجة، ولكن أصوات أنينهم لاتُسْمع ولا تُنْقَل!! مطالباً بطرح قضاياهم واهتمام المؤسسات الحكومية والخاصة بهم.
حكايات اللاعبين والفنانين
وفي مقاله " لماذا الفنانون واللاعبون فقط؟ " بصحيفة " المدينة"، يقول الجميلي: " ( لاعبو كُـرَة، وفنّانون من مُغنين ومُمَثِّلين) يتِمُّ تناقُل حكايات فقْرهم أو مرضهم عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل بين فترة وأخرى؛ فيأتي التباكي على حالهم، وحاجتهم العاجلة للعلاج والمساعدة؛ لِيتفاعل المتابعون مع حكايتهم، وتتوالى الوعود بمَدّ يد العون لهم مالياً، والتّكَفّل بعلاجهم داخل المملكة أو خارجها من أفراد ومؤسسات!!".
فئات أكثر حاجة
ويعلق " الجميلي " قائلاً: " بالتأكيد نحن معهم، ونطالب بالوقوف إلى جانبهم؛ ولكن في المقابل لابد أن ندرك أنّ هناك فئات من مجتمعنا أكثر حاجة بينما هم غائبون عن المشهد والكَادر، كأولئك الذي يتألمون من أمراض مزمنة تحتاج إلى مستشفيات كبيرة أو تخصصية داخل المملكة أو خارجها، ولكن أصوات أنينهم لاتُسْمع، ولا تُنْقَل!!".
الفقراء المتعفّفون
كما يشير الكاتب إلى فئة أخرى ويقول: " هناك الفقراء المتعفّفون الذين مع الظروف الاقتصادية الراهنة زادت معاناتهم؛ لأنهم من ذوي الدخل المحدود وأحياناً المفقود، فيما الجمعيات الخيرية مع التقدير لجهودها وعطائها لاتقترب منهم، وإنْ فَعَلَت؛ فمساعدتها تمنعها عنهم شروط تعجيزية وبيروقراطية طاغية".
الاحتفاء بالنجوم
ويضيف " الجميلي " قائلاً: " هنا بين حكايات أولئك المشاهير من لاعبي الكرة والفنانين وأولئك المحتاجين الغلابا تبرز ظاهرة واضحة تسللت إلى ساحتنا والكثير من وسائل إعلامنا، عنوانها: الاحتفاء بنجوم الرياضة والتمثيل والغِناء المعاصرين، وتقديمهم كرموز وقُدوات للمجتمع، واستحضار قضايا السابقين منهم، والحَشْد لها بشتى الوسائل، ومختلف أدوات الدّعم!".
متى ننصفهم؟
وينهي " الجميلي " مطالباً بالاهتمام بتلك الفئات المحتاجة، ويقول: " لتبقى الأسئلة: متى يُنصِفُ الإعلام تلك الفئات المحتاجة التي تعاني خلف الكواليس من المرض والفقر والبطالة؟، ومتى تحضر قضاياهم من خلال شفافية الطرح والتحقيقات الاستقصائية الصادقة والعميقة؛ لعل المؤسسات المعنية الحكومية والخاصة تُسَـارع إلى نجدتهم؛ فبالتأكيد ليس كل مجتمعـنـا فَنَّانِيْن ولاعِبين يا سادة".