
أجمع عدد من المختصين أن أحد أكبر المعوقات التي تواجه الالتزام بالقيم الأخلاقية في المؤسسات الصحية؛ عدم وجود ملف موحدلأخلاقيات الممارس الصحي يتسلمه كل موظف عند بداية عملهِ في المنشأة الصحية.
جاء ذلك خلال ندوة "القيم الأخلاقية لدى الممارس في المؤسسات الصحية" بمدينة مانشستر في بريطانيا والتي نظمهامشروع قيمك لتعزيز القيم الأخلاقية، وحضرها عدد كبير من الممارسين في القطاع الصحي بمختلف تخصصاتهم بالإضافة لعددمن المهتمين بموضوع القيم وقد سلطت الندوة الضوء على واقع القيم الأخلاقية بين النظرية والتطبيق وشارك في هذه الندوة نخبة من المبتعثين والمتخصصين.
انطلقت الندوة بترحيب من رئيس مجلس إدارة مشروع قيمك شادي باداودالذي رحب بالحضور واستعرض معهم رسالة المشروع، وأتبع محمد الدعيجي الرئيس التنفيذي للمشروع ذلك بالحديث عن مشروع قيمك وتقديم نبذة موجزة عن رؤيته وأهدافه وبرامجه، ثم تبع ذلك مشاركة لمركز الغد للقيم ممثلاً بمديرة المركز ديمة آل الشيخ والتي تحدثت عن رؤية مركزالقيم لمفهوم تعزيز القيم لدى الأفراد.
وخلال جلسة النقاش التي أدارها نايف بن صالح باحث الدكتوراه بعلم أمراض الدم، تحدث الطبيب عماد هندي باحث الدكتوراه في علم الأعصاب جامعة مانشستر عن الدور التكاملي بين المؤسسات الصحية والتعليمية في تأصيل ونشر القيم الأخلاقية .
واستعرض الدكتور هندي مجموعة من الإشكاليات التي تعاني منها المناهج الجامعية في المملكة فيما يخص تعليم القيم للطالب في المجال الصحي كما أكد أن تطبيق القيم الأخلاقية واتخاذالقرارات بطريقةصحيحة أخلاقياً من قِبل الممارسين الصحيين قد تنقذالمرضى في كثيرمن الأحيان. وأضاف الدكتور هندي أن من القيم الأساسية التي يجب أن يتحلى بها الطبيب هي إبلاغ المريض بالخطوات التي ستُتّخذ قبل إجراء خطوات العلاج.
في المحور الثاني لجلسة النقاش تحدث راجح الزهراني باحث الماجستير في إدارة تعليم التمريض بجامعة سالفورد عن دور أقسام التوعية في المؤسسات الصحية في نشر الوعي حول القوانين والسياسات التي تتبناها تلك المؤسسات تجاه الممارس والمستفيد.
وقال الزهراني : يلزم الممارس أن يراعي نفسية المريض المستثار وكيف يتعامل معه، ويتجنب دخول جدال معه لأن المريض على حق فهوليس في وضعه الطبيعي ومن حقه الاطمئنان على نفسه.
تبع ذلك استعراض عبد الرحمن الفريح باحث الدكتوراه في الموجات فوق الصوتية بجامعة ليدز المعوقات التي تواجه تطبيق القيم الأخلاقية في المؤسسات الصحية، كما ناقش التجاوزات الأخلاقية و استعرض عدداًمن الممارسات المنتشرة في القطاع الصحي والتي تشمل منح الاجازات المرضية دون سبب ونشر بيانات المرضى دون إخفاء صورهم وأسمائهم والذي يعتبر خرقاً صارخاً للقيم.
وتخللت الندوة مشاركة من أخصائي علاج وجراحة عصب الأسنان الدكتور بدرالغيثي من منسوبي وزارة الصحة حيث تحدث عن تجربته في التعايش مع القيم الاخلاقية بين مؤسسات القطاع الصحي في بريطانيا والسعودية. واستعرض الغيثي مجموعة من القيم التي عايشها في خلال تجربته في بريطانيا مؤكداً على ضرورة الاهتمامبها في القطاع الصحي السعودي.
وقد حل ضيفاً شرفياً على الندوةبمشاركة عبر الهاتف الدكتور عبد الله عدلان رئيس قسم الأخلاقيات الحيويةفي مركز الملك عبد الله العالمي للأبحاث الطبية.
وعلّق أستاذ الأدب بجامعة نوتنجهام البريطانية الدكتور أحمد ميليباري خلال حلقة النقاش مسترجعاً اسهامات قام بها سعوديون في مجال الأخلاق الطبية في بريطانيا، قائلا:"تعود بي الذاكرة إلى قرابةالعقدين من الزمن حين ساهم الدكتور أمين كشميري في تأصيل Medical Ethics لتكون ضمن برامج تأهيل طبي في جامعات المملكة المتحدة، فقدم أنموذجاً متفرداً مبنياًعلى أخلاقيات مهنة الطبيب إسلامياً فغدا مثالاً يحتذى به للحفاظ على خصوصيات الأطراف المعنية"
وقد تم عرض الندوة على الهواء مباشرة وحضر اللقاء عبر البث المباشرعددمن المهتمين من المملكة وعدد من دول الابتعاث. ويعتبر مشروع قيمك أحدالمشاريع النوعية التي يقوم عليها المبتعثين وقد نفذ المشروع عدداً من الندوات والمحاضرات في مواضيع تتركز حول القيم الأخلاقيةفي عدة مجالات.
واختُتمت الندوة بتقديم شهادات الشكر والتقدير لمن ساهموا في إنجاح الفعالية والتي تمت برعاية النادي السعودي في مانشستر ممثلاً في رئيس النادي سلطان السفياني والجمعية العلمية السعودية في جامعة مانشستر متروبوليتان ممثلة في رئيسها فايز الغنامي.