اختتمت يوم أمس بدولة الكويت الشقيقة فعاليات اجتماع الهيئة العامة (الدورة 44) للمنظمة العربية لجمعيات الهلال الأحمر والصليب الأحمر تحت شعار "مبادئنا تجمعنا"؛ حيث تم تبني الكثير من القرارات والتوصيات من قِبل الجمعيات والهيئات العربية المشاركة في تلك الاجتماعات، والتي كان من أبرزها تقديم الشكر للمملكة العربية السعودية، والتي تستضيف مقر المنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر، بالإضافة إلى تزكية الدكتور صالح التويجري كأمين عام للمنظمة خلفًا للدكتور صالح السحيباني، كما تم الإعلان بأن شعار العام الحالي هو عام التسامح، وحتى الدورة المقبلة التي ستُقام في دولة البحرين عام 2020م.
ودعت الجمعيات الوطنية بالمنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر في ختام أعمال الدورة الـ(44) الدول والمنظمات الأممية إلى نشر قيم التسامح الإنساني، والعمل على تبني برامج تعزز من روح التسامح الذي يقود التعايش والاستقرار الاجتماعي وتطوير أواصر وأسباب التعاون بين مختلف المجتمعات.
كما تم التأكيد لضرورة توجيه برامج للاجئين والنازحين والمهاجرين بالعالم العربي، الذين أجبرتهم المآسي والصراعات على الهرب من بلدانهم إلى بلدان أخرى، وأهمية نشر قيم التسامح من قِبل المنظمات التي تعمل في الجانب الإنساني، واتخاذ كل التدابير الإيجابية اللازمة لتعزيز التسامح الذي يعد ضروريًا في مجتمعاتنا للسلام وللتقدم الاقتصادي والاجتماعي لكل الشعوب كما أن التسامح هو أحد مقتضيات المبادئ الإنسانية لمكونات الحركة الدولية المنخرطة في العمل الإنساني والإغاثي.
وطالبت الجمعيات الوطنية في ختام أعمال الدورة إلى استثناء العمل الإنساني خلال النزاعات بين الدول وفتح المجال الإنساني لمكونات الحركة الدولية الإنسانية، واحترام شارات الهلال الأحمر والصليب الأحمر؛ فقد حذر من خطابات الكراهية وإقصاء الآخر التي يغذيها الخوف من الآخر، وتجريم كل أشكال بثها، مطالبين بإدراج مناهج تعليمية تغرس قيم ومتطلبات التسامح في فضائنا الاجتماعي والإنساني، وتستجيب لاحتياجات النشء الحالي وأجيال المستقبل، وتجعل هؤلاء الشباب أكثر تفهمًا لواقعهم الحالي، وابتعادهم عن الأفكار المتطرفة التي تعرض السلم الاجتماعي للانهيار وعدم تقبل التنوع واحترام الآخر.
كما تمت الدعوة إلى بناء علاقات تشاركية بين المؤسسات الإعلامية والمؤسسات الثقافية والتربوية والاجتماعية؛ للتوعية بقيم التسامح، وتشجيع مؤسسات الإعلام على تكريس هذه القيم من خلال خطابها في الإعلام الإنساني بهدف توفير المناخ الإنساني؛ لكي تكون قيمة التسامح جزءًا من نسيج المجتمعات، وبناء قدرات الجمعيات الوطنية بهذا الخصوص.
وفي الختام كرّم خالد الجارالله نائب وزير الخارجية الكويتي، "عبدالعزيز أبو بكر" بقلادة أبو بكر الصديق نظير جهوده المتميزة في خدمة العمل الإنساني، كما كرّم رئيس هيئة الهلال الأحمر السعودي الدكتور محمد القاسم، أمين عام المنظمة العربية السابق الدكتور صالح السحيباني، ويحيى عليبي، رئيس البعثة الإقليمية للجنة الدولية للصليب بدولة الكويت، وجمعية الهلال الأحمر الكويتي؛ نظير جهودهم المميزة في خدمة العمل الإنساني، كما كرّمت اللجنة الدولية للصليب الأحمر بمنطقة الخليج هيئة الهلال الأحمر السعودي، وجمعيات وهيئات الهلال الأحمر بدول المجلس؛ نظير عملهم المتميز والفعّال في خدمة العمل الإنساني إقليميًا ودوليًا.
