الصفقة الكبرى.. روسيا وتركيا تتبادلان الْتهام عفرين وإدلب.. و"أردوغان" يعترف!

فيما أنهى مجلس الأمن جلسة لبحث هجوم "غصن الزيتون" دون أن يدين أو يُصدر إعلاناً
الصفقة الكبرى.. روسيا وتركيا تتبادلان الْتهام عفرين وإدلب.. و"أردوغان" يعترف!

كشفت صحيفة "فزغلياد" الروسية عن صفقة كبرى بين روسيا وتركيا بخصوص عملية عفرين، والتي ستوازيها محافظة إدلب آخر معاقل المعارضة؛ حيث تقوم تركيا تدريجياً بسحب مقاتلي المعارضة من جبهات القتال بإدلب وتسليمها للنظام السوري، كما حدث في حلب، حين سحبت تركيا مقاتلي المعارضة السورية وسلّمتها لروسيا، وذلك وفقاً للصحيفة.

وتحت عنوان "تركيا تحاول إرغام روسيا على التخلي عن حليفها المهم في سوريا"، في إشارة للأكراد، للكاتبين أوليغ موسكفين وأندريه ريزشيكوف في صحيفة "فزغلياد" الروسية، أعلنا فيه عن وجود صفقة تركية روسية كبيرة بخصوص عفرين السورية.

يبدأ المقال بالحديث عن أن روسيا وتركيا تتفاوضان على صفقة كبرى حول عفرين، وهي المدينة التي أشدّ ما يريد أردوغان احتلالها فيما يسيطر عليها -حتى كتابة هذا المقال- الأكراد أصدقاء روسيا؛ حيث توجد قوات روسية، وهناك من يقول بأن موسكو تريد أن تسلم هذه المدينة إلى أنقرة، والحصول على شيء في المقابل.

ويضيف المقال أن الأحداث في عفرين يمكن أن ترتبط ارتباطاً وثيقاً بما يحدث في منطقة أخرى هي إدلب، فكما هو معروف في إدلب ينقسم التأثير بين عدة مجموعات من أهمها حركة "هيئة تحرير الشام" الإرهابية.

وتحاول القوات السورية الموالية للحكومة إحكام السيطرة على قاعدة أبوالضهور الجوية، ونتيجة لذلك ينبغي أن تصبح هذه المنطقة مجردة من السلاح مع الحفاظ على الحكم الذاتي المحلي، وقد وافقت أنقرة على عدم التدخل في ذلك، وسحب الوحدات الموالية لتركيا من جنوب إدلب.

وفي هذا الصدد، يرى رئيس دائرة دراسات نزاعات الشرق الأوسط في معهد التنمية الابتكارية أنطون مارداسوف، أن روسيا لا يمكنها الآن أن تعوق عملية الأتراك في عفرين.

وقال مارداسوف لصحيفة "فزغلياد": إن دمشق تتمنى لو تقوم تركيا بجمع أكبر عدد ممكن من فصائل المعارضة لمهاجمة عفرين، العملية التي ستمكّن دمشق من السيطرة على أقصى قدر ممكن من الأراضي في إدلب، وقد طبّق سيناريو مماثل قبل عام في شرق حلب؛ حيث سحب الأتراك عدة آلاف من المتمردين وهو ما أدى إلى إضعاف شديد في دفاعات المدينة".

من جهته، أكد الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، أمس الاثنين، أن هناك اتفاقاً بين تركيا وروسيا فيما يتعلق بالعملية العسكرية التي تستهدف مقاتلين أكراداً مدعومين من الولايات المتحدة في منطقة عفرين بسوريا، وإن أنقرة لن تتراجع عن العملية.

وأضاف "أردوغان"، فى خطاب أدلى به في العاصمة أنقرة، أن تركيا ستسيطر على عفرين مثلما سيطرت على جرابلس والراعى والباب في سوريا.

ملامح الصفقة الكبرى التي جرت في موسكو سبقتها زيارة وفد عسكري تركي رفيع يوم الخميس الماضي إلى موسكو، وكشفتها قناة "روسيا اليوم" وبيان لوزارة الدفاع التركية؛ حيث وصل رئيس الأركان العامة التركي خلوصي أكار، ورئيس منظمة المخابرات الوطنية حقان فيدان إلى موسكو يوم الخميس الماضي؛ لإجراء محادثات مع مسؤولين روس بشأن الوضع في سوريا، ولم تكشف تفاصيل الاجتماع.

ميدانياً، كثفت تركيا، أمس الاثنين، هجومها على مواقع وحدات حماية الشعب الكردية في منطقة عفرين شمال سوريا، فيما أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تصميمه على المضي في هذه الحملة التي تثير مخاوف حلفاء أنقرة وجيرانها، وأنهى مجلس الأمن، أمس الاثنين، جلسة عقدها لبحث الهجوم التركي، دون أن يُصدر إدانة أو إعلاناً مشتركاً.

وكانت تركيا قد بدأت، السبت الماضي، عملية "غصن الزيتون" بعفرين التي أسفرت عن مقتل 54 عنصراً من الفصائل المعارضة القريبة من أنقرة والمقاتلين الأكراد، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.

ويتوزع القتلى وفق المرصد بين 19 من فصائل المعارضة السورية المشارِكة في الهجوم التركي على عفرين قضوا خلال المعارك، مقابل 29 من الوحدات الكردية قُتلوا خلال اشتباكات وغارات تركية.

وأفاد المرصد بوجود جثث لتسعة مقاتلين مجهولي الهوية، كما أعلن الجيش التركي، مساء الاثنين، مقتل أول جنوده في اليوم الثالث للهجوم في شمال سوريا.

وتتهم أنقرة وحدات حماية الشعب بأنها الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني الذي يخوض تمرداً مسلحاً على الأراضي التركية منذ 1984، وصرح "أردوغان"، خلال اجتماع بأنقرة قائلاً: "نحن مصممون، فمسألة عفرين سيتم حلها، ولن نتراجع، تحادثنا بهذا الشأن مع أصدقائنا الروس، ونحن متفقون".

لكن العملية حساسة نظراً للدعم الكبير الذي تقدمه واشنطن لفصائل كردية بصفتها المكون الرئيسي في قوات سوريا الديمقراطية التي تشكّل رأس حربة في مواجهة تنظيم "داعش" شمال سوريا.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org