برعاية رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز، وأمير المنطقة الشرقية، الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز، انطلق حفل تسجيل واحة الأحساء كموقع تراثي عالمي باليونسكو بسوق القيصرية التراثي بحضور المحافظ الأمير بدر بن محمد بن جلوي، ووزيرة الثقافة في مملكة البحرين الشيخة مي آل خليفة، وسفير مملكة البحرين الشيخ فواز بن محمد آل خليفة، والشيخ شخبوط آل نهيان سفير الإمارات لدى المملكة، والشيخ ثامر بن جابر الأحمد الصباح سفير الكويت والإعلاميين ومسؤولي لجنة التراث العالمي باليونسكو.
الأحساء هدية المملكة لليونسكو
وفي كلمة موجهة للاحتفال قال الأمير سلطان إن المملكة تعيش الآن نقلة مهمة في مجال الحفاظ على تراثها واستثماره كمورد اقتصادي، مشيدًا باهتمام ودعم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله لقطاع التراث الوطني والذي توجه برعايته الكريمة لبرنامج خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري والذي يجمع تحت مظلته برامج ومشروعات التراث ومنها مسار تسجيل المواقع التراثية السعودية في قائمة التراث العالمي.
وقال الأمير سلطان: أعتقد أن المملكة قدمت هدية لمنظمة اليونسكو ومواقع التراث العالمي ممثلة في واحة الأحساء التي عاصرت آخر تغير مناخي في الجزيرة العربية والفترات الإنسانية المتعاقبة فيها.
وأضاف في كلمته: “الأحساء لها تاريخ حضاري يمتد لآلاف السنين، ولها تاريخها الاقتصادي كونها واحة قديمة، وهذا هو حقيقة مسار التسجيل، حيث تم تسجيل الأحساء كواحة نابضة حية استمرت على مدى أكثر من 5 آلاف سنة.
وأشار: "عملنا بشكل دؤوب على أن نفتح النوافذ لأهالي الأحساء الذين يتوقون أساسًا لأن يحافظوا على تراثهم وعلى هذه المواقع التي ليست فقط جزءًا من تاريخهم بل من حياتهم أيضًا وأيضًا مستقبلهم، لذلك الأحساء اليوم هي مقبلة على نهضة كبيرة جدًا حقيقة كمكان يمثل جزءًا مهمًا جدًا من تاريخ الجزيرة العربية وتاريخ توحيد المملكة العربية السعودية وجزءًا جميلاً جدًا من تراث المملكة الأحساء الجميل بتنوعه بألوانه وبأهله وبتراثه المادي واللامادي كل هذه متضامنة تجعل الأحساء وجهة سياحية مهمة”.
الإنسان الأحسائي
وقال أمير المنطقة الشرقية رئيس مجلس التنمية السياحية بالمنطقة الشرقية في كلمته بهذه المناسبة إن الأحساء هي خامس منطقة تسجل في اليونسكو وهذا لم يأتِ من فراغ بل أتى بعمل دؤوب أتى بعمل منظم أتى بمنهجية واضحة أتى بشكل لا يقبل بالأخذ والعطاء، حيث إن التحضير لهذه الملفات يأخذ وقتًا طويلاً ويأخذ جهدًا كبيرًا؛ فالحقيقة من ينظر للأحساء سيجد فيها الكثير من شواهد التاريخ التي تعبر عن الحقب التاريخية التي مرت في هذه المنطقة من وطننا الغالي، فبالتالي هي منطقة أصيلة عريقة برجالها بأدبها بتاريخها بكل ما فيها من مقومات تجعلها فعلاً مكانًا تاريخيًا له إرث عظيم في تاريخ العالم.
وأردف أن الملك عبدالعزيز -رحمه الله- كان محبًا للأحساء والملوك الذين أتوا من بعده رحمهم الله إلى عهد سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز –حفظه الله- كانوا محبين للأحساء أرضًا وناسًا وتراثًا.
وأكد الأمير سعود أن الإنسان الأحسائي إنسان معتز بأرضه معتز بتاريخه معتز بتراثه بقي ليخدم هذه الأرض منذ الأزل منذ أن وجد على هذه الأرض الغناء، أرض واحة الأحساء التي كانت ولا تزال مصدر سلة غذاء للجزيرة العربية ومنفذًا بحريًا مهمًا من المنافذ البحرية للجزيرة العربية.
وختم كلمته بالشكر لفريق تسجيل واحة الأحساء لدى اليونسكو على قيامهم بعملهم بأجمل وبأفضل صور يمكن أن يقوم به أي جهاز من أجهزة الدولة فهم فعلاً مثلوا المملكة في كل محفل من المحافل الدولية بما يليق بالمملكة ملكًا وحكومةً وشعبًا.
دعم وإنجاز
وأضاف الأمير بدر أن تسجيل واحة الأحساء في قائمة التراث العالمي يضع علينا مسؤولية المحافظة عليها خصوصًا أن هذا الإنجاز سيعود بالكثير من العوائد الاقتصادية وسيُسهم في تطوير التنمية في المحافظة وزيادة الرحلات السياحية لها، وننتظر من الجميع استثمار هذا الإنجاز في تطوير المحافظة اقتصاديًا وتنمويًا وتراثيًا وثقافيًا.
تطوير الواحة
وقال أمين الأحساء المهندس عادل الملحم في كلمته التي ألقاها بهذه المناسبة إن إعلان لجنة التراث العالمي التابعة لليونسكو، باعتماد الأحساء ضمن قائمة التراث العالمي كمنظر ثقافي متجدد، يمثل إقرارًا عالميًا بالقيمة التاريخية الكبيرة، والثقافية الواسعة لواحة الأحساء الثرية، وعراقة المواقع الأثرية ولمكانتها التاريخية، وما تزخر به من إرث حضاري كبير.
ويأتي دور هذا القرار في الحفاظ على هذه الواحة ومواقعها وتطويرها واستثمارها، والعمل على خطة متكاملة لإدارة المواقع وحمايتها وتأهيلها، لذا قامت أمانة الأحساء ومن واقع مسؤولياتها، بتجنيد كل إمكاناتها في خدمة ملف تسجيل الأحساء في اليونسكو، عبر شراكة واسعة وعميقة مع الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، عبر إمداد الملف بكل المعلومات والمخططات الخاصة بالواحة، كما لمخطط الأحساء الاستراتيجي دور كبير في دعم ملف التسجيل، والذي يتواكب مع تغيرات الوقت، انطلاقًا من الأحساء التاريخ، إلى الأحساء الحاضرة المليئة بالإرث التراثي، حيث يعمل المخطط على دراسات تمتد حتى عام 2050، مع ما تلزمه تلك الدراسات من المحافظة على أوساط المدن التاريخية، والمحافظة على الواحة والرقعة الزراعية. وبعد تسجيل الأحساء، نواصل العمل جادين في المحافظة على التراث وفقًا للالتزامات الفنية والبرنامج الزمني، الذي تقدمت به المملكة في ملف الترشيح وخطة الإدارة، ووفقًا لمتطلبات ومواصفات هيئة التراث العالمي، وبالمستوى الذي يليق بالأحساء كموقع تراث عالمي، وبسمعة المملكة ذات الجهود الدائمة والداعمة لليونسكو.
مشروعات سياحية
كما أطلق أمير المنطقة الشرقية رئيس مجلس التنمية السياحية بالمنطقة عددًا من مشروعات الهيئة في مجال التراث العمراني والمتاحف في محافظة الأحساء شملت عددًا من مشروعات الترميم والتأهيل للمواقع التراثية هي تأهيل وتطوير وسط مدينة العيون التراثية وعدد من المباني التراثية بواحة الأحساء. إضافة إلى تطوير وتأهيل وترميم عشرة مواقع تراثية هي: مشروع قصر إبراهيم، مشروع قصر صاهود، مشروع قصر خزام، قصر محيرس، مشروع المدرسة الأميرية، مشروع بيت البيعة، مشروع مسجد جواثا مشروع عين نجم، مشروع مباني منطقة العقير التاريخية، مشروع مدينة العيون التاريخية.
كما سيتم تدشين المراحل الإنشائية لمتحف الأحساء الإقليمي الذي تنفذه الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني ضمن منظومة المتاحف الإقليمية الجديدة والمطورة التي شرعت الهيئة في تنفيذها. ويتم تنفيذ مشروع متحف الأحساء الإقليمي بمساحة إجمالية تصل إلى (2.23.426)، حيث سيكون معلمًا حضاريًا شاهدًا على آثار وتراث المحافظة وتاريخها وفق تسلسلها التاريخي بداية من عصور ما قبل التاريخ وظهور الحضارات المبكرة في كل منطقة وانتهاءً بالعصر الحديث بما فيها الحِرف والصناعات التقليدية، مع مراعاة الشمولية في التعريف بتاريخ المحافظة من خلال البرامج والمعروضات الموجهة لمختلف فئات وأعمار ومستويات زوار المتحف. وتشمل مشروعات الهيئة أيضًا تشغيل مركز الإبداع الحرفي في المحافظة.