استنكر عضو الإفتاء المشرف العام على فرع الرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء بالمنطقة الشرقية، الشيخ علي بن صالح المري، رفض البعض وإنكارهم مسألة تلبُّس الجن بالإنس، معربًا عن أسفه للتهكم من العلماء وطلاب العلم الذين يذكرون مثل هذه الحوادث، ومؤكدًا أن تلبُّس الجن بالإنس هو أمر معلوم، وثابت عند المسلمين، وعند غير المسلمين كذلك، ويقرون به.
جاء ذلك ردًّا من فضيلته أمس في برنامج "يستفتونك" على قناة الرسالة على إمكانية تلبُّس الجن بالإنس.
وقال المري: "نعم، التلبس جاءت به النصوص، وأهل السنة قاطبة -كما ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية- يثبتون هذا، ولا ينفيه إلا المعتزلة". مستشهدا بقوله تعالى {لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس}.
وانتقد الشيخ المري إزاء ذلك إنكار تلبُّس الجن بالإنس، وقال: "اليوم -للأسف- يوجد مَن ينكر هذه الأشياء، أو يردها، أو يتهكم ببعض العلماء أو طلاب العلم الذين يذكرون مثل هذه الحوادث. وهذا أمر معلوم وثابت عند المسلمين وعند غير المسلمين، ويقرون به".
وأضاف بأنه "حتى عند بعض الدول عند النصارى أحيانًا يأتون إلى المصروع، ويقرؤون عليه من أناجيلهم، وأحيانًا يأتون بأشياء، وهذا موجود إلى الآن، ومن عرف تلك البلدان عرف أن هذا موجود في كل البلاد؛ فلا يمكن أن يُنكَر شيء موجود ومحسوس، فضلاً عن أن النصوص قد جاءت بذلك".
وعلى الطرف المقابل انتقد الكاتب في صحيفة الوطن سطام المقرن ثقافة المجتمع في تصور الجن والشياطين، التي يتم من خلالها ترسيخ مثل هذه التصورات في أذهان الأطفال في المدارس، فتروى لهم القصص والحكايات عن عالم الجن والشياطين، وإمكان حضورهم وتحضيرهم وتلبسهم للإنسان، وقدرتهم على إيذاء الناس أو تقديم العون لهم، أو تلاعبهم وعبثهم وتخويفهم للناس في البيوت والصحراء والأماكن المهجورة.
وشدد من خلال مقالته "الجن والشياطين في مفاهيم العصر الحديث" أمس على أن المجتمع في حاجة إلى تفعيل المناهج العلمية التحليلية، ووقفة جادة من العلماء ورجال الدين والمثقفين للتحذير من سلبيات الخرافة، واجتناب مخاطرها على الفرد والمجتمع.