عين على الحد وأخرى على الحج

عين على الحد وأخرى على الحج

قال المصطفى -صلى الله عليه وسلم-: "عينان لا تمسهما النار أبدًا: عين بكت من خشية الله، وعين باتت تحرس في سبيل الله".

لا توجد جائزة أعظم من هذه الجائزة، ولا فوز أعظم من هذا؛ فهذا شرف لا يدانيه شرف، وأمنية بزت كل الأمنيات؛ فلا يوجد شيء أعظم من العتق من النار، والخلود في الجنة.

لذلك يجد المتأمل في أقدار الله - عز وجل - على عباده الخير كل الخير مهما كانت هذه الأقدار، سواء أكانت خيرًا ملموسًا واضحًا، أو كان الخير في طياتها؛ فالمحن بين طياتها المنح؛ فالقتال ظاهره محنة، لكنه بعد التأمل منحة، يهبها الله -سبحانه وتعالى- لعباده؛ ليكافئ الصادقين منهم بإحدى الحسنيَيْن: النصر أو الشهادة في سبيله.

ونحن في هذه البلاد المباركة قد وهبنا الله -عز وجل- هبات لا تُعد ولا تحصى، من أهمها وأعظمها أن جعلنا حملة للواء الإسلام، وحماة لبيضة الدين، وخدامًا لبيته العتيق، وسدنة لكعبته الشريفة، وشرَّفنا بخدمة ضيوفه.

لذلك يجد المتأمل لأوضاع بلادنا العزيزة في هذه الأيام أنها تعيش أيامًا يغبطها عليها كل ذي لب، ويغتبط بها كل صديق، ويتميز من الغيظ كل عدو؛ فلا يوجد بلد في الوجود يعيش ما نعيشه هذه الأيام؛ فبلادنا الآن تعيش وقد طوت المجد من جميع أطرافه؛ فيكفيك فخرًا أن تعيش وحالك عين على الحد، وأخرى على الحج.. عين تحمي حدود البلاد، وعين تخدم ضيوف رب العباد.

لذا يجب علينا أن نستشعر هذه النعمة العظيمة التي مَنَّ بها الله علينا، ونشكره عليها شكرًا يقترن فيه القول بالعمل؛ فنبذل كل ما بوسعنا للدفاع عنها بالقول والعمل؛ فمَن على الحد مرابط يتفانى في الدفاع عنها، ومَن في الداخل يحافظ على تماسكها الداخلي ووحدتها.. فتكاتفنا وتمسكنا بديننا درعها الحصينة، ونردف ذلك بسلاح القول، فننبري للدفاع عنها، كل بحسب ما يملك؛ فالكاتب يسخّر قلمه لخدمتها، والشاعر يسرج خيل قصائده للذود عنها، والخطيب يهبها منبره، والشعب يلهج بالدعاء لها؛ وبهذا نكون قد أدينا بعضًا من شكر النعمة؛ فبالشكر تدوم النعم، وهذا ما وعدنا به الله-عز وجل- به بقوله: :{وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ۖ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ}.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org