تصوير: عبدالله النحيط
عندما يتمازج صوت وتر الربابة الحزين مع غناء عازفها يخرج إيقاع بدوي خالص مغلف بشجن الوحدة، والفراق، والمعاناة، ومناجاة الحبيب... هذا النوع الخاص من موسيقى الصحراء المتفردة تجده هذه الأيام في بيت الشعري الكبير بجانب السوق الشعبي في مهرجان الجنادرية، الذي يجذب صوت عازفها الحزين زوار الجنادرية من مختلف الأعمار، ويلفت أنظارهم ليتوافدوا عليه.
يقول عازف الربابة الكفيف ملفي العنتري لـ"سبق": يسعدني هذا التفاعل الكبير مع عزفي على الربابة وقصائدي التي أنشدها.. لكنه يتساءل: هل يأتون للاستمتاع بعزفي على الربابة أم لرؤية عازفها الأعمى؟
"لا يهم".. هكذا يقول ملفي العنتري، مضيفاً: "المهم أن هناك الكثير من كبار وصغار السن أشعر بهم يتحلقون حولي؛ لسماع قصائدي وألحاني، أسمع تعليقاتهم وتفاعلهم فيطربني ذلك أكثر منهم، هذه هوايتي وموهبتي التي أجيدها في هذه الدنيا".
وبنظرة فلسفية يقول "العنتري": "لا يخلق الله سبحانه خلقاً ويضيعه، لا بد أن يعطيه من رحمته شيئاً مفيداً؛ وضع فيّ حب عزف الربابة وإجادتها، ووهبني الصوت الجميل كما يقول الناس عني، منذ كان عمري 16 عاماً، لذا أنا أعزفها باستمرار، وهي هواية أحببتها، وأحفظ القصائد منذ كنت صغيراً عن طريق السمع".
ويقول: "بالنسبة لأبناء البادية، الربابة هي رفيقتهم في وحشة البر، وفي إقامتهم ورحلاتهم الطويلة، وهي صوت العرب عندما يسمرون في الليالي، وسبب تعلق أهل البادية بالربابة هو أنها تلائم قسوة الصحراء ووحشتها".