قال الطبيب هيثم محمود شاولي، إن الدروس المستفادة من جائحة كورونا لا يمكن حصرها، إذ لم تقتصر على الجوانب الصحية فقط، بل امتدت وشملت كل جوانب ومجالات وتخصصات الحياة سواء الاجتماعية أو الاقتصادية أو التعليمية وغيرها، باعتبار الجائحة لم تقتصر على دولة أو مجتمع بعينه بل شمل كل كوكب الأرض، وبذلك يمكن القول إن هذه الجائحة جعلت العالم قرية صغيرة.
وأضاف: "لا شك أن من أهم الدروس المستفادة من كوفيد-١٩ هي التعامل عن بعد في مختلف الأمور الاجتماعية كالتعليم والصحة، باعتبار التعامل عن بعد من أهم الوسائل التي جعلت الحياة لا تتأثر كثيرًا من كورونا، وذلك حتى لا تنقطع السبل الاجتماعية والتعليمية عن أفراد المجتمعات، وبالتالي فإن التعامل عن بعد حقق نتائج إيجابية كبيرة في تقديم خدمات للبشرية دون تحملهم مشقة العناء وغير ذلك من الإيجابيات".
وأشار "شاولي" إلى أنه على الرغم من أن الكثير من الخدمات الصحية تم تقديمها خلال فترة الجائحة بوساطة تقنيات عن بعد، وقد حققت نجاحًا كبيرًا انعكس تأثيره الإيجابي على الطرفين المستفيد ومقدم الخدمة، وهو الاستفادة من تقنية عن بعد في علاج "الحالات الباردة"، ومتابعة الحالات المزمنة من خلال تخصيص آلية تقنية للمرضى وربطها بالمراكز الصحية وتفعيل كل خدماتها، بحيث يتمكن المريض من الحصول على الاستشارة الطبية والعلاج بطريقة سهلة وميسرة بعد إدخال رقم هويته واسمه.
ولفت إلى أن الحالات الباردة تتسبب في أزمة تكدس داخل أقسام الطوارئ بالمستشفيات الحكومية وهي الحالات التي لا تستحق الوجود في الطوارئ، والتي تبلغ نسبتها حسب التقارير الصحية نحو 60 % ، أي أن 40 % فقط من مراجعي المراكز والمستشفيات و الطوارئ هم الذين يستحقون التوجه والحصول على العلاج الطارئ سواء كانت ضمن الحالات الحرجة أو الجراحية أو حالة الولادة، وحالات أزمات القلب وآلام الصدر وانسداد الجهاز التنفسي وأمراض الربو والنزيف الحاد، وهبوط الدورة الدموية وارتفاع ضغط الدم، والحوادث بأشكالها وبمختلف نتائجها.
وقال إن هناك ثلاثة أبعاد مهمة في تفعيل الخدمات الصحية عن بعد للحالات البسيطة والمزمنة التي تعتمد فقط على الاستشارة والمتابعة وصرف العلاج حتى لا تزدحم المراكز الصحية والمستشفيات والطوارئ بالحالات الباردة، وبالتالي تسخير كل الاهتمام الطبي للكوادر الصحية للحالات الحرجة والطارئة، وعدم تحمل المريض الذي يشكو من الحالات المزمنة والبسيطة تكلفه المواصلات وعناء ومشقة التوجه للمركز الصحي أو المستشفى، وحصول وصف العلاج بعد معرفة الأعراض من قِبل الطبيب تقنيًا، إضافة إلى الاستفادة من هذه التقنية في إجراء الدراسات والأبحاث العلمية لمعرفة طبيعة الحالات الباردة التي تم التعامل معها خلال عام، وأبرز الأمراض التي تصدرت هذه الحالات، وكل ذلك يساعد في تطوير الخدمة وتحسين جودتها.