أكد عضو هيئة كبار العلماء عضو اللجنة الدائمة الدكتور صالح بن فوزان الفوزان، أن الدعوة إلى الله -عز وجل- تحتاج إلى البصيرة التي هي مهمة الرسول -صلى الله عليه وسلم- ومن سار على نهجه وتمسَّك بسنّته، كما قال الله -جل وعلا- آمرًا له أن يقول للناس: {قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين}.
جاء ذلك في كلمة "الفوزان" بملتقى المكاتب التعاونية الأول "تحصين وتطوير"، الذي نظّمه تعاوني الشفا برعاية وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ، مساء أمس، في قاعة الملك فيصل للمؤتمرات بالرياض، وسط حضور 1500 من رؤساء ومديري المكاتب التعاونية بالمملكة.
وتحدث "الفوزان" عن المضامين الجليلة التي احتوتها الآية الكريمة، وقال: "{هذه سبيلي} أي: طريقتي التي أنا عليها، وهي أن الرسول يدعو إلى الله على بصيرة أي: على علم، والبصيرة هي أعلى درجات العلم؛ فالداعية إلى الله يحتاج للعلم الذي يدعو به الناس، ويبصّرهم بدينهم، ويحل مشكلاتهم؛ فهو منصب عظيم، منصب النبي -صلى الله عليه وسلم- ومنصب من اتبعه، {وسبحان الله} تنزيه لله -سبحانه وتعالى- عما لا يليق به".
وأضاف، مفسرًا الآية المباركة: "{وما أنا من المشركين} براءة من المشركين الذين يعبدون غير الله -سبحانه وتعالى-؛ لأنهم خرجوا عن الخط الذي رُسم لهم من قِبَل الله -جل وعلا- إلى طريق الضلال ودعوة غير الله -سبحانه وتعالى- الذي خلقهم ورزقهم، خلقهم لعبادته، كما قال تعالى: {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون* ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون* إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين}؛ فهو -سبحانه- خلقهم لهذه الغاية وهذه الحكمة، خلقهم لعبادته وحده لا شريك له، وتكفّل بأرزاقهم وأمدّهم بعونه وتوفيقه؛ فالدعوة إلى الله منصب مهم منصب الأنبياء -عليهم الصلاة والسلام- وأتباعهم".
وأثنى "الفوزان" على الملتقى الذي جمع الدعاة إلى الله، ومن يعمل في الحقل الدعوي المبارك، سائلًا الله تعالى أن يعين الجميع، ويبارك في جهودهم، ويعظم أجرهم.