خونة الأوطان..!!

تم النشر في

لا يمكن أن يكون هناك إنسان سوي، لديه عقل مدرك، واتزان في التصرفات، وبصيرة راسخة، يخون وطنه ومجتمعه، ويقابل ذلك بالنكران والجحود، ما لم يكن الجاحد الناكر للمعروف والقيم الإنسانية والوطنية مريضًا نفسيًّا، ومعتلاً اخلاقيًّا، لا يدرك ما يفعل ويقول، وما لم يكن فاسدًا من الأساس، تتخبطه وساوس الشيطان..!!

إن هذا المارق والمعادي لوطنه مهما صوَّر له عقله الهش، وزيف أفكاره، ونفسه الأمَّارة بالسوء.. لن يجد له قبولاً لدى المقربين له من أبناء وطنه الشرفاء الأوفياء، فضلاً عن المعادين لوطنه..!!

ما من خائن للأوطان وولاة أمره ودينه وأهله والمقربين وجد خيرًا أو حقق غاية سوى الهزيمة والندم. والأمثلة على ذلك كثيرة؛ إذ بات كل هؤلاء المشردين يسكنون العشش والخراب، ويفترشون الأزقة، ويستظلون الشتات والحانات، تركلهم أقدام السكارى ولعنات العابرين؛ لأنهم بالنسبة لهم مجرد غرباء خونة، لا أمان لهم أو ذمة..!!

من يعيش في بلادنا، وينعم بخيراتها، ويستظل بأمنها وأمانها، وعدل مؤسساتها، وحفظها للحقوق.. يدرك تمامًا أن ليس ثمة مكان في العالم يمكن أن يقدّم لشعوبه جزءًا من المعدل المطلوب للعيش والاستقرار النفسي المعيشي مما يقدم لدينا هنا من مميزات وقدرات وعطاءات عظيمة..!!

لذا فإن القلة من خونة الأوطان من ضعاف النفوس هم في الحقيقة أعداء لأنفسهم أولاً، وأعداء لدينهم وأماناتهم؛ وبالتالي مصيرهم الخسران والهزيمة.. فالأوطان لا تتوقف عليهم، ولن تشعر بغدرهم؛ ذلك أن الوطن أكبر وأجلّ مما يتصورون أو يظنون ظن السوء في مخيلاتهم..!!

صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org