تثبَّتوا من مخالفاتكم..!

تم النشر في

أسوأ شيء حين تأتيك رسالة تبدأ بـ"تم قيد مخالفة"، والأصعب حين تأتيك باسم مختلف عن السائد والمعروف. ومع أني أُصنِّف نفسي، وكذلك يُصنِّفني مَن حولي، بأني "سائق نظامي" لكن ذلك لا يمنع مع مزاجية (ساهر) في أحيان كثيرة أن تأتي بعض المخالفات من قبيل شارع فرعي كانت السرعة فيه 80، ثم تغيّرت دون سابق إنذار لتصبح 60! وآخر كان (سريعًا) قبل أن يتحول في ظروف غامضة إلى (بطيء).. وغيرها.

لكن هذه المرة جاءت المخالفة بنص لم أعتده، وهو: "تم قيد مخالفة عدم الالتزام بحدود المسارات المحددة على الطريق"، وهي المخالفة التي جزمت مباشرة حين قرأتها بأني لم ولن أرتكبها؛ ولذلك ظننت للوهلة الأولى بالابن علي -وفقه الله وإياكم- سوءًا، واعتقدت أنه مَن ارتكبها، ولكن قبل أن أرسل له رسالة شديدة اللهجة أوبخه من خلالها، وأخبره بخصم قيمة المخالفة من مصروفه الشهري، حرصت على إرفاق صورة لها حتى أواجهه بالجرم المشهود، وأعرف في الوقت نفسه كيف وأين ارتكبها. وبالفعل قمت بالدخول على نظام أبشر، ثم المخالفات المرورية، ثم صورة المخالفة، إلا أن الكارثة أني ظلمت علي، وحقًّا {إنَّ بعض الظن إثم}؛ إذ ظهر (المخالف) هو مُحدِّثكم، ومَن يدعي أنه سائق نظامي، وإذا بي من خلال الصورة أقف عامدًا متعمدًا على المسار في اعتداء سافر على حقوق الآخرين وموجب نظامًا للمخالفة المرورية.

طيب ليه كل هذا يا نظامي؟!..

*طبعًا بالعودة لتاريخ المخالفة -بحسب الرسالة- وجدت أنها حدثت في الرابع من شهر رمضان المبارك. وكما يعلم الجميع، الإخوان في إدارة المرور -وفقهم الله- يعملون دومًا في المواسم (مثل رمضان) خطة مرورية بالأماكن التي تشهد زحامًا مروريًّا مثل الموقع الذي حدثت به مخالفتي، وهو شارع الأمير نايف - تقاطع الملك سعود بالدمام قبل الوصول لمجمع الحياة بلازا، حيث قام المرور بإغلاق الشارع، وتحويل مسار الحركة المرورية إجباريًّا لليمين لشارع الملك سعود، ولكن مع الأسف الشديد لم يتزامن ذلك الإجراء مع إجراء آخر بديهي وموازٍ، وهو (إغلاق) كاميرا ساهر الموجودة والمتربصة بالمارة في الموقع ذاته، التي أخذت -وإن شاء الله أنها توقفت الآن- في (جلد) العابرين بالمخالفات، وهم "يا غافل لك الله". فبمجرد الوقوف أمام حواجز الإغلاق، ثم الانحراف إجباريًّا لليمين، لا بد من المرور على حدود المسارات، ومباشرة يتم تسجيل مخالفة مثل حالتي! وكان الله في عون مَن كان مروره يوميًّا بالموقع ذاته، الذي أصبح بهذه الطريقة أشبه (بالكمين)!

* بعد أن تثبَّتُّ من المخالفة عملتُ اعتراضًا عليها عبر نظام أبشر، وكلي ثقة بالرد ببطلانها، إلا أن الرد جاءني في اليوم التالي بالرفض؛ لأقوم بالتوجه لإدارة المرور بالمنطقة الشرقية بالدمام، وتقديم اعتراض على المخالفة في قسم "الهيئة المرورية والاعتراضات"، ووُعدت بحل المشكلة.

* ما دعاني للكتابة عن هذه الحادثة ليس استعراض مشكلة (شخصية)، بل لأنها بتلك الكيفية أصبحت مشكلة (عامة)، وقد يحدث مثلها في جميع مدن ومناطق السعودية، خاصة مع الإغلاقات وتحويل حركة السير التي تشهدها مواسم رمضان والأعياد والمناسبات الوطنية، التي تستوجب أن يكون هناك تنسيقٌ فوري بين المرور وساهر؛ لعدم حدوث مثل ما حدث بالدمام.

والأمر الآخر والأهم أني قد أكون وآخرون غيري قد تنبهنا لهذه الثغرة وعملنا الاعتراض اللازم عليها متأملين أن يصدر الرد بقبوله، وهذا أبسط حقوقنا، ولكن ماذا عمن لم يتنبه لذلك؟ وماذا عمن يسدد مخالفاته مباشرة ودون تثبُّت؟ كمن يتوقع أن المخالفة من الابن أو الزوجة أو السائق أو غير ذلك؟.. وماذا عن المضطر لتسديد المخالفات لإنهاء وتجديد بعض المعاملات أو الخدمات؟

لا بد -كما في الحالة السابقة- وعند اكتشافها عمل تحديد لكل من تعرَّض للمخالفات بالموقع منذ بدء حدوث الإشكالية إلى وقت حلها، وإلغاء أية مخالفات صادرة فورًا، وإن ظهر أن المخالف سدَّد مثلاً مخالفته فلا بد من التعويض وإعادة المبلغ. وأعتقد أنه إذا ما كان (استيفاء) المخالفات بسيطًا فإن أمر (إعادة) الحقوق أبسط!

صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org