"موهبة" وموهوبون

تُعدُّ الموهبة هبةً من الله سبحانه وتعالى؛ إذ نجد الكثير من الأطفال لديهم مواهب في مجالات مختلفة عدة، منها الفكرية والذهنية، ومنها المهارة اليدوية؛ لذلك يوجد العديد من الطرق التي يمكن من خلالها رعاية الموهوبين، وتنمية مواهبهم وصقلها، عبر مؤسسات وكيانات متخصصة، تديرها شخصيات وخبراء، يمتلكون القدر الكافي من الدراية والمعرفة في مجال تنمية المهارات وصقل المواهب.

والاهتمام بالموهبة عند الطفل يبدأ من الأسرة عندما يلاحظ الوالدان أن أحد أبنائهما يمتلك موهبة، أو لديه اهتمام بمجال ما من المجالات. ومن هنا يبدأ دور الوالدين في التشجيع، والدعم.. ويُعدُّ هذا أمرًا في غاية الأهمية؛ لأنه يغرس في الطفل الموهوب الثقة في النفس. ولكن من الأفضل إلحاقه بإحدى المؤسسات والكيانات المتخصصة في رعاية المواهب، حيث يمكن أن تظهر الموهبة لدى الطفل منذ السنة الثانية من عمره.

ولدينا في السعودية -والحمد لله- العديد من الجهات التي ترعى المواهب، وتأتي في مقدمتها مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع «موهبة»، بوصفها أبرز مؤسسة وقفية غير ربحية، وتحظى برعاية ودعم كبيرَيْن من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمير محمد بن سلمان –حفظهما الله-. ويأتي ذلك إيمانًا من قيادتنا الحكيمة بمدى أهمية رعاية الموهبة والمبدعين، وتنمية وتطوير مواهبهم وقدراتهم.

ومن خلال خططها وبرامجها المتنوعة والمتعددة، استطاعت «موهبة» أن تحقق نجاحات عريضة ولافتة، ليس على المستوى المحلي، بل أيضًا دوليًّا؛ الأمر الذي أهَّلها إلى أن تحصل على جوائز عالمية كثيرة، أحدثها حصولها بالتعاون مع وزارة التعليم على 22 جائزة، عقب مشاركتها في المعرض الدولي للعلوم والهندسة (ISEF)، الذي أُقيم في مدينة أتلانتا بولاية جورجيا الأمريكية خلال العام الحالي 2022. وهذا يُعدُّ نتيجة طبيعية لما تجده مواهبنا من اهتمام ورعاية من قِبل أعلى المستويات في الدولة.

وما يلفت النظر أن «موهبة» تقوم بتنفيذ برامج إثرائية، ذات أهمية بالغة، عبارة عن برامج يتم تقديمها للطلبة المتأهلين من البرنامج الوطني للكشف على الموهوبين؛ حتى يمضوا قُدمًا في مجال ميادين الإبداع المختلفة؛ إذ يحصلون على خبرات علمية متخصصة، ومهارات نوعية، تستهدف تنمية الإمكانيات العلمية والتقنية والبحثية والابتكارية، بجانب تنمية المهارات الشخصية والاجتماعية.. وهو عمل طموح، يستحق الإشادة والتقدير من مختلف الجهات ذات العلاقة.

ومن أبرز هذه البرامج: برنامج موهبة الإثرائي الأكاديمي، والإثرائي البحثي، والإثرائي المهاري، والإثرائي العالمي، بجانب برنامج سفراء موهبة، والبرنامج الإثرائي العالمي، إضافة لبرنامج موهبة الإثرائي لما بعد المدرسة. وهي برامج طموحة، تم الإعداد لها بعناية ودراية تامة. ويأتي كل ذلك تحقيقًا لمستهدفات رؤية السعودية 2030م، التي تعمل على بناء الإنسان، والاستثمار في قدراته وإمكانياته وطاقاته الموهوبة في شتى المجالات، التي تصب جميعها في مصلحة الوطن.

ونستطيع أن نقول بكل فخر واعتزاز إن «موهبة»، من خلال امتلاكها هذه البرامج الشمولية، تُعدُّ مؤسسة رائدة، ليس على مستوى المنطقة، بل على مستوى العالم، في اكتشاف ورعاية وتمكين الموهوبين، ورفع قدراتهم ومهاراتهم.. فهي مؤسسة تستثمر في عقول ومواهب الموهوبين. وهذا يُعدُّ أفضل استثمار؛ فالشكر والتقدير لمجلس إدارة هذه المؤسسة العريقة، ولأمينها العام الدكتور سعود بن سعيد المتحمي، ولكل الكوادر العاملة بهذه المؤسسة الوطنية الشامخة العملاقة التي تعمل على بناء إنسان المستقبل لمملكتنا.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org