عنترة دوت نت
الطبيب: أهلًا، كيفك يا عنترة؟
عنترة: بخير.
الطبيب: أيُّ ريحٍ طيِّبةٍ أتت بك؟
عنترة: لم يَطُلْ ليلِي ولكن لم أَنَمْ ونفى عني الكرى طيْفَ ألم.
الطبيب: على الرحْب والسعة، أهو الحُب الذي خِفْتَ شجونه؟
عنترة: أشعر بأني مُشَتت، ففي كل موقع نت أجد تشخيصًا ودواءً مخالفًا عن الآخر لمرضي، لقد تاه فكري بين أوهامي وأطياف المنى، لست أدري يا طبيبي من أصدق ومن أتبع!
الطبيب: لا عليك يا عنترة، لا تدري لعل الله يُحدث بعد ذلك أمرًا.
عنترة: كيف؟ وأنا أشعر بأن فوضى عقلية عارمة تعتريني وكثرة شتات يقتلني!
الطبيب: أطمئن سنعالج مرضك بإذن الله، وقبلها مشكلتك مع النت، وتذكر (ما بين طرفة عين وانتباهتها يُغيّر الله من حالٍ إلى حال).
عنترة واحد من الكثيرين الذين تراهم في العيادة وتناقشهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وربما تقف عاجزًا عن إيجاد حل لمشكلتهم، والطامة أن مَواطن الخلل عديدة؛ بداية بالمريض، ومرورًا بالنت، وانتهاءً بالطبيب.
زاد عدد مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي لمستوى قياسي بلغ 4.9 مليارات شخص، ومن المتوقع أن يقفز الرقم لما يقارب 5.85 مليارات مستخدم عام 2027، هناك حوالى 77٪ يستخدمون محركات البحث لبدء رحلة المريض؛ 7% من جميع عمليات البحث اليومية على قوقل مرتبطة بالصحة، و70 ألف عملية بحث عن الرعاية الصحية كل دقيقة، ويستخدم 82.8% من المرضى محركات البحث للعثور على مقدم رعاية صحية.
وقد مهدت وسائل التواصل الاجتماعي الطريق لممارسي الرعاية الصحية والمرضى للتواصل والتفاعل مع بعضهم، ونشر المعلومات؛ مما أدى إلى تحسين الأمية الصحية والتصدي للمعلومات الخاطئة، ومع الإيجابيات هناك مخاطر عند التعامل عبر وسائل التواصل الاجتماعي خاصة فيما يتعلق بالأمان والخصوصية، والسلوك غير المهني، وعدم مراعاة منظور المريض أو توفير سياق مناسب للمعلومات المنشورة؛ ناهيك عن طمس الخطوط الفاصلة بين التواصل المهني والشخصي.
افتقار الأطباء إلى التدريب اللازم لتعزيز وجودهم بشكل فعال على وسائل التواصل الاجتماعي؛ زاد من عدم الثقة من قِبَل عامة الناس.. وبغضّ النظر عن هدف الفرد على وسائل التواصل الاجتماعي (أغراض تعليمية، التعبير عن الذات، أو تطوير جهود الأعمال غير السريرية الأخرى) يجب على المتخصصين الصحيين التمسك بالمعايير المهنية، والالتزام بالسياسات المؤسسية، وعدم تعريض ثقة الجمهور في مهنة الطب للخطر.
يمكن للأطباء استخدام وسائل التواصل الاجتماعي في الرعاية الصحية من خلال تبادل المعلومات، والانخراط مع مجتمع المرضى والتفاعل معهم وتثقيفهم، وتعزيز السلوكيات الصحية، ومناقشة الممارسات، والتفاعل مع الطلاب والزملاء، وزيادة الوعي، ومعرفة الاكتشافات الطبية والأخبار، وتحفيز المرضى، والتشاور بشأن مشاكل المرضى، وتبادل الأفكار والحالات، والتحدث عن تحديات الممارسة، ونشر الأبحاث، وربما التواصل المباشر مع مرضاهم لتعزيز الرعاية السريرية.
ولاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي في الرعاية الصحية نصيبه العادل من السلبيات؛ ومنها نشر المعلومات ذات جودة دون المستوى، وانتهاكات خصوصية المريض، والإضرار بالسمعة المهنية للمنشأة الصحية، وترسيم الخطوط الشخصية المهنية، القضايا القانونية أو الترخيص.
ومع الأسف، أصبحت وسائل التواصل لكل من هب ودب، ويمكن لأي شخص نشر المحتوى على أي منصة؛ بل وأصبحت بعض المعلومات الصحية المنشورة غير كاملة، وغير مرجعية، وغير رسمية، وفي الغالب تقارير قصصية أو حسابات فردية للمرضى يتم تداولها كمعرفة طبية؛ مما أدى إلى تفاقم المشكلات؛ وبالتالي غياب الثقة والجودة (عادة ما يكون المؤلفون الذين ينشرون المعلومات الطبية غير معروفين).
عزيزي الممارس..
حافظ دائمًا على خصوصية المريض وسريته.. لا تنشر صورًا للمرضى أو تحددهم بالاسم أو تنشر معلومات يمكن أن تحدد هويتهم.. لا تشر للمرضى بطريقة تحط من قدرهم حتى لو لم يتم التعرف عليهم.. لا تلتقط صورًا أو مقاطع فيديو للمرضى على الهواتف المحمولة الشخصية.. توخَ الحذر عند التواصل مع المرضى عبر وسائل التواصل الاجتماعي.. قلل من استخدام وسائل التواصل الاجتماعي وتجنب مشاركة الكثير من المعلومات الشخصية.. أزل الصور غير اللائقة والتعليقات السلبية عن الزملاء أو أصحاب العمل.. كن على دراية بسياسات صاحب العمل والامتثال لها فيما يتعلق باستخدام الأجهزة المملوكة لأصحاب العمل واستخدام الأجهزة الشخصية في العمل.. أبلِغ فورًا عن أي خرق محدد للسرية أو الخصوصية.